05 نوفمبر 2025

تسجيل

العالم الفعلي

06 يوليو 2014

العالم الفعلي أو ما يسميه البعض العالم الافتراضي، عجبا أصبح الجميع يقوم بمعاملاته ويطلع على الأخبار والمعلومات، في ذلك العالم الفعلي، لقد تسلل دون أن نعي أنه أصبح العالم الفعلي، لم يعد العالم الافتراضي الاسم الذي أطلق عليه قبل عشرات السنين، كيف لا وقد أصبح معظم ما نقوم به في حياتنا هو على الإنترنت، من التحويلات البنكية إلى القراءة، إلى الاطلاع على أخبار الساعة، وقد جعلت من التلفزيون شيئا بطيئا، لا يواكب أحداث العالم، العالم الفعلي يؤذن بقدوم عصر جديد لا يمت لعالم القرن العشرين بشيء، هذه إحدى فترات التاريخ التي تدل على أن العلوم ليست تراكمية فحسب بل هي أيضاً تمر في فترات متقطعة، ليست هناك صلة بين التلفزيون وشاشته القديمة التي تعتمد على إطلاق الإلكترونات على الشاشة وشاشات التلفاز الحديثة، أو إلى شاشات الأولد القادمة والتي تسمح بتقويس الشاشة، أو إلى الفور ك أو الايت ك ، لا علاقة بين البريد العادي والبريد الإلكتروني، لقد خرجنا من القرن العشرين وقد انهار كل شيء نظري أو مفاهيمي كان مرتكز فكري فيه، وقد أصبحنا دون بوصلة في عالم متغير وسريع التغير، وعينا بهذا العصر مختلف عن العصور الماضية وسيخلق وعيا لدينا بعلمنا أو من غيره سيكون مختلفا عما سبق من عصور، وسيخرج أجيال تختلف في أسلوب تفكيرها وطريقة عيشها، عندما ترى الأطفال وقد تحلقوا حول الألعاب الحديثة، أو انغمسوا في اللعب على آي باد أو بلي ستيشن تعلم أن ما هو قادم، يتشكل أمامك من خلال تفاعل أجيال الغد، ومنتجات العصر، عندما يبحر أطفالنا في عالم جذاب له قواعد لعبة وله أساليب تعمل، لقد إنشاء فيهم خيال وفكر وسلوك لا نملك أن نعرفه ولا أن نعرف أثره، لأن كل هذا سيأتي في المستقبل، هذا العالم الفعلي هو الأكثر اختلافا من حيث سرعة التغير والتطورات الهائلة التي ينتجها، وكون الإنسانية تشارك من شرقها إلى غربها في عملية التغير، وتساهم في محتواه من ألعاب إلى للمتعة إلى ألعاب للتعليم وإلى تطبيقات تأثر في كل شيء وفي جودة الحياة نفسها، وكل ما نعرف من علوم الماضي ومفاهيمه، أصبح لا يجدي اليوم والحاجة إلى منظومة أفكار وسلوكيات ومفاهيم هو غاية جميع البشر، من مسلم إلى مسيحي إلى يهودي إلى علماني إلى ديني إلى ليبرالي، الكل يبحث في المشهد العام عن أشكال أو أطر أو خارطة طريق أو رؤية تمكنه من إكمال المسيرة الإنسانية، نحن اليوم كعالم عربي قد أنتج في الماضي الحكمة والرؤية الإنسانية، اليوم العالم ينظر لنا لكي نريه معالم المستقبل، نعم العالم يتطلع إلى ما قد نقدمه له لكي نعيد العالم إلى جادة الطريق الصواب، لكي يجمع شتات كيانه ويجمع طاقة لإكمال المسيرة، والسعي من أجل الخلاص الإنساني، لم تعد نظريات ولا مفاهيم الماضي كافية لإجلاء الرؤية، ليست هناك مرتكزات كما في الماضي، ولكن خرجت الإنسانية من تجربتها الأخيرة ببعض الإنجازات، وهي التقنيات العالية والتي أصبحت هي نسيج الحياة اليومية للإنسان، وأنتجت التراجع عن اليقينية بما نعرفه كأمم، وتمكن الزمن من زعزعة المسلمات الإنسانية، من رأسمالية إلى ديمقراطية إلى أنظمة أخرى مثل الشيوعية والاشتراكية والليبرالية والقومية وعسكرة المجتمعات، التقنيات هي المحرك الحقيقي لكل مناحي الحياة، وفي اللحظة التي ندرك فيها أن عالمنا الفعلي أصبح الشبكة المعلوماتية، كلما تمكنا من وضع خريطة طريق تمكننا كأمة وكشعوب من تلافي الوقوع في شراك التخلف والتراجع في قدراتنا وإمكاناتنا، فنحن نعيش عصر كل البشرية فيه سواء لا تعلم ما هو الطريق، ولكن الأمور الواضحة هي أنه عالم رقمي يعتمد على الاتصالات والشبكة المعلوماتية وأنه في ثورة تطور يشارك فيها الجميع مما يجعل تسارع التغير فيه أمرا بديهيا، ولذلك فإن مجاراة هذا الواقع الجديد هي الحد الأدنى، والمفضل هو المبادرة والابتكار وأخذ قدر مدروس من المجازفة لكي تواكب وتتصدر المشهد العالمي، والعالم اليوم ينظر للمنطقة لإيجاد حلول لمشاكل واختناقات العالم اليوم هي بسبب عدم قدرته على ترك الماضي وتقبل الواقع الوليد الواقع المؤثر، يصعب عليه التخلي عما يؤهله وما تعود عليه وما أسس عليه حياته وما كان يعتقد أنه الحقيقة كان يقول إن عالم الشبكة المعلوماتية هي عالم افتراضي ونحن نقول بل هو العالم الفعلي، العالم كله غير قادر ومتردد عن التخلي عن الماضي، ولكن ليس هناك من مفاهيم أو نظريات ما زال قائما ولكن لم نعِ بعد أن تكملة المسيرة تحتم الوعي أننا بلا بوصلة أو رؤية، وقد تكون التنمية هي السفينة الوحيدة الباقية، وقد تكون التنمية المجتمعية هي السبيل، وقد تكون التنمية هي الطريق لتحسين ظروف الإنسانية من دون حروب وبدون مشاحنات لنترك للتنمية وهي روح الاقتصاد الحرية لتعمل على رفع مستوى المعيشة وتحسين ظروف الإنسانية وليقدم الجميع مساهماتهم فيها، وترك الأنانية في شن الحرب للاستيلاء على حقوق الآخرين من أمم لينتهي مفهوم الاستعمار وكل ما له علاقة به.