13 سبتمبر 2025
تسجيلليس من المناسب عودة الدوري المصري في هذا الوقت العصيب الذي تمر به مصر.. فالحالة الأمنية في البلاد لا تسمح بإقامة مباريات الدورة الرباعية التي ستحسم البطل.. فهناك قطاع من الشعب يمثل جماعة الإخوان المسلمين وبعض التيارات الإسلامية المؤيدة للرئيس السابق الدكتور محمد مرسي.. نختلف على حجمه وعدده.. غاضب من التغييرات الأخيرة واعتبرها انقلابا على الشرعية.. ومصمم على الرفض والتصعيد.. البعض منه يتظاهر سلميا والبعض الآخر يلجأ للعنف للضغط على القوات المسلحة والرئيس الجديد.. وفي الوقت نفسه تتصاعد الأحداث في شمال سيناء وتزيد من حساسية الموقف الأمني. صحيح أن الشرطة استعادت ثقة غالبية الشعب بانحيازها للمشاركين في الثورة الثانية "30 يونيو" لكنها بالتأكيد خسرت القطاع المؤيد للرئيس السابق والذي نفذ بعض العمليات الانتقامية ضد رجال الشرطة الذين فقد بعضهم حياته في تلك المواجهات.. ولهذه الأسباب أرى أنه ليس من المناسب أبداً أن يتحدث أحد سواء اتحاد كرة أو إعلام عن ضرورة استكمال الدوري في الفترة الحالية.. لأن الشرطة مشغولة بتأمين الشارع والمواطنين والمظاهرات.. ولن تكون مهيأة لتأمين المباريات، خاصة أن جماهير الألتراس مصممة على حضور المباريات.. وأظهرت تصميمها وفرضت إرادتها على الجميع بطريقة شبه سلمية.. عندما اقتحمت بعض المباريات منذ أسبوعين ومارست هوايتها بإشعال الشماريخ. إن خوفي ليس من لجوء جماهير الألتراس للعنف في المباريات.. فهي قد استوعبت دروس الماضي.. ولكنني أخشى من استغلال بعض المعارضين المتعصبين للنظام الجديد هذه التجمعات الكبيرة في مباريات منقولة على الهواء في هذا الوقت الحساس في توصيل رسائل سياسية وأمنية وإسالة دماء جديدة. قد تستثنى مباريات الأهلي والزمالك في دوري المجموعات لدوري أبطال إفريقيا والتي تبدأ بمواجهتهما معا بالقاهرة يوم 21 يوليو الجاري.. فهذه المباريات دولية ويستحيل تأجيلها لأن الاتحاد الإفريقي يضع برامجه وفقا للأجندة الدولية والبرنامج هذا العام متشابك بسبب تصفيات مونديال البرازيل والتي، والحمد لله، وصل فيها المنتخب المصري للدور النهائي بصرف النظر عن نتيجة مباراته مع غينيا في سبتمبر المقبل.. وكذلك بداية تصفيات كأس الأمم 2015. نحن نعيش مرحلة فاصلة في عمر الوطن تتحدد فيها ملامح مستقبله.. وليس من المناسب حاليا الحديث عن دوري أو رياضة برغم إيماني الكامل بأهمية الرياضة كنشاط أساسي في البلد والمجتمع.. فالأولوية تكون للاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي وتأمين لقمة العيش والوقود والكهرباء والمصالحة الوطنية. ونحن مقبلون بعد أيام قليلة على شهر رمضان المبارك، أدعو الله أن يلهم كل المصريين العقل والحكمة في التعامل مع التغيرات السياسية الجديدة وأن ينبذ الجميع العنف وإسالة الدماء والانتقام.. وأن يوفق القيادة الجديدة للعمل لمصلحة الوطن وإشراك كافة القوى السياسية بمن فيها الإخوان والجماعة الإسلامية في العملية السياسية الجديدة باستثناء المتورطين في التحريض على العنف أو المتورطين في جرائم يعاقب عليها القانون.