17 سبتمبر 2025

تسجيل

الثورات العربية والمشروع الإسرائيلي

06 يوليو 2013

لا يستطيع أحد أن ينكر العصر والفترة الذهبية لإسرائيل التي لم تحلم أن يتحقق لها هذا الوضع الذي لو رصدت بلايين الدولارات وخططت له لم تستطيع تحقيقه، ولكن العرب حققوا لها ما لم تحلم به. كانت البداية العراق وسقوط بغداد واحتلال العراق من دولتي أمريكا وايران وتحقيق برنامج برنارد لويس لظهور الطائفية والعرقية، والعراق نموذجا والحكم الطائفي وتسريح الجيش العراقي وتسخير أموال العراق للحرب الداخلية والدمار والتخريب واستغلال أموال العراق لحروب طائفية لصالح ايران وأطماعها، وذهاب قوة العراق واخراج العراق من دولة مواجهة وخطر على إسرائيل ودخول اسرائيل والموساد التابع لها للعمل في العراق، ثم كانت سوريا التي دمرت ودمر اقتصادها واللعب بالدماء وقوة سوريا ودعم إيراني وروسي برا وبحرا وبرضا غربي لتحقيق دمار سوريا وجيشها لتصبح ضعيفة امام اسرائيل، وجعل النظام السوري يدمر البلاد حتى تصل إلى دولة منكوبة وجعلها تتصارع وتستنزف بعضها، وتهميش وإقصاء الفصائل الفلسطينية التي اصبحت لا تدري أين تتجه وهي متخبطة، فالمنظمة فقدت حلفاءها واصبحت في حالة يرثى لها، وحماس خسرت الكثير، ولم يعد لها حليفا سوى مصري أو سوري والأمور تحت السيطرة من قبل اسرائيل. سوريا لم تعد قادرة على ان تقاوم اسرائيل بل هي اضعف بكثير، واذا ذهب الاسد فتحتاج لسنوات للتعمير هذا إذا لم تصر فيها فوضى وصراع بين أطراف مختلفة، والجيش السوري، والرجال يقتلون في حروب داخلية بين الحكومة والمعارضة وليس مع اسرائيل، وهذه مصر مقدمة على حرب أهلية وأهلها مستعدون لقتل بعض وتدمير بعض، ودخلت مصر في نفق مظلم. واسرائيل تترقب بشغف حار حربا أهلية مصرية وانخراط مصر في حرب داخلية وحرب خارجية مع الحبشة واستنزاف مصر بجهود مصرية ومن أطراف الساسة والشباب والحكام والمعارضة. هؤلاء جميعاً ومعهم ليبيا والقتل والتفجيرات والسلاح مع العصابات والفئات لدمار ليبيا وانفلات الأمن واستنزاف البلاد بصراعات سياسية وتخريب، وهذه دول الخليج يرتب لها صراع من خلال اليمن، والتصعيد الإيراني وتهديدات ايران ودخول ايران وحزب الله والعراق لليمن وتحويل اليمن لمنطقة تصدير الإرهاب والعنف مثلما كانت ايام الشيوعية في الماضي. كل هذا في صالح الغرب الذي يبيع السلاح والامكانات والأجهزة الأمنية والاتفاقيات وتوسيع النفوذ والشركات في هذه الدول بحجة حمايتها من الارهاب والربيع، والخطر الإيراني الذي هو غطاء غربي على دول الخليج من إثارة طوائف هنا وهناك لزعزعة الاستقرار، والبحرين نموذج لذلك. لا شك ان ما يجري يصب في مصلحة اسرائيل وهي الآن تنفذ برامجها في القدس والنقب ولا يحاسبها ولا يسأل عنها احد، وتتكلم مع السلطة الفلسطينية بلغة القوي، فالسلطة وغيرها ليس لهم ظهر وهم مكشوفون مع الشعب الفلسطيني، والمقاومة قد صلى عليها الجميع صلاة الغائب ولم تعد واردة في الظروف الحالية، نتنياهو وبيريز فوجئوا بأن أموال العرب وقوتهم وامكاناتهم وطاقاتهم تستنزف في صراعات داخلية وحروب أهلية، اما هؤلاء الشباب الذين هم بلا هوية وفكر وهم أحسن مجال للغزو الاسرائيلي عبر شبكات التواصل وقنوات تغذيهم بفكر التطرف، والانحراف الفكري، وعدم وجود هوية وتاريخ، وهناك من يعمل بقوة لتمييع فكر الشباب الذي أثبت أكثرهم أنهم مجرد فرقعات وصرخات لا معنى لها، فلا برنامج لهم، أسقطوا الأنظمة واستبدلوها بالأسوأ وسلموا الحكم من فئات إلى فئات أخرى لأنهم لا يستطعيون الحكم ولا تجربة لهم وقد سقطوا ضحايا غزو فكري واصبح من يوجههم ويسرهم يقودهم كما يشاء يسيروا حسب الإعلام تحولوا إلى بلاطجة ومدمرين وتعدوا على الأعراض وتحول العالم العربي إلى ميدان صراعات دولية. سوريا تتصارع فيها ايران والدول العربية والغرب وروسيا وهكذا، ومصر حرب مصرية تتحرك فيها دول غربية واسرائيل، وايران التي تقول إنها لاعب رئيسي في المنطقة وتصر على عدم تجاهلها وعندها البترول العراقي المنهوب تتحرك في تنفيذ برامجها الجهنمية بالتحالف مع الغرب. الوضع مخيف وصراعات والمستقبل مخيف، ألا ترون انه لا يوجد محكمين ووسطاء وقادة يصلحوا بين الاطراف، لم نرى لجنة مصالحة عربية واسلامية وهيئات علماء ومفكرين وعقلاء يتوسطوا بين الاطراف لأن الأمة لم يعد فيها عقلاء وأصبح الشياطين يحركوا الشباب والكل له قنوات وأموال كثيرة والكل يتحرك والناس يسيروا في طريق خراب البيوت بأيدي عربية، أما الهوية العربية والإسلامية فهذه لم يعد لها مكانا وكانت إسرائيل تخاف من الصحوة الإسلامية والعربية وأصبحت الناس تحارب بعضها بعضا اشد من حربها على ليبرمان واليمين الإسرائيلي، لذا فإن إسرائيل تحقق مشروعها بدعم عربي من جميع الفئات، ولذا يجب على اسرائيل ان تقدم أوسمة ورسائل شكر للساسة وللقادة ولرجال الاعلام العربية والقنوات الفضائية لأنهم يحققون البرنامج الاسرائيلي مجانا وتطوعا، فهؤلاء يحقدون ويكره بعضهم بعضاً أشد من اسرائيل ويتصارعون على المجهول، اسقطوا مبارك والآن اسقطوا مرسي وغدا سيسقطون البرادعي أو عمرو موسى وغيرهم، فهناك قادة هدفهم ديمومة الكراسي وليس الديمقراطية، هذه التظاهرات التي تخرج والعنف ضدها والتدمير والقتل والتهديدات هل هي لتحرير القدس أو إنقاذ الأراضي السليبة أو للوصول للكراسي ولو دمرت البلاد، هنيئا لاسرائيل بحلفائها الجدد وهنيئا لاسرائيل بالحمقى والمجانين الذين لا هوية ولا انتماء لهم فلا هم عرب ولا هم مسلمون ولا هم وطنيون ولا قيم ولا اعراف ولا اخلاق تحكمهم، وإنما كلهم أسوأ من بعض وفاشلون، اسأل الله أن ينقذ الأمة من هؤلاء ويرحم أمة محمد ويكفينا شرهم.