11 سبتمبر 2025
تسجيلنعم.. الجميع على موعد معها، فما أجمل هذا الموعد وما أروع تلك اللحظات عندما تعيش في ظلالها الجميل!. إنها عشر النفحات والخيرات والطاعات والمباهج. ائتِ ما استطعت من الطاعات فيها ((لا يكلّف الله نفساً إلاً وسعها))، المهم أن تشغل نفسك بما يقربك إلى مولاك الكريم المتفضل عليك، فإن أتتَ عليك هذه العشر وأنت في نعمة وصحة وعافية وأمن وأمان وغيرك لا. فلا تفوتنك خيرات هذه الأيام!. اشغل نفسك بكل خير في هذه الأيام، وابتعد عن العوارض والتوافه التي تبعدك عنها، أيام تجيء ثم ترحل وقد لا تعود عليها أنت فاغتنمها!. إنها نفحات إلهية للتربية والتزكية والاستثمار والتهذيب. فمن فقه وأدرك هذه الأيام وما فيها من القربات المتنوعة، وأتى على ما يقدر عليه، ومنح عقله وقلبه ومشاعره وذاق طعم هذه الأيام، عرف أن لهذه الأيام معنى وأفراحا. فهذه الأيام تنبهنا أننا على وداع سنة هجرية واستقبال سنة هجرية جديدة، فلنحسن الوداع والاستقبال!. وهكذا الأيام تمضي!. بادر أيها الكريم.. فلعلك لا تكون معها في قادم أيامك!. فمن المحزن أن تأتي هذه الأيام ولم نأخذ حظنا منها ولم نتزود من مائها العذب!. ففي هذه الأيام المفرحة... افعل الخير حتى ولو كنتَ مسافراً في هذه الأيام، فأبواب الخير تناديك فأقبل عليها لتفتحها!. احفظ لسانك عن كل فحش وأذى واستهزاء وغيبة ونميمة مهما كانت الوقائع!. إياك والإفلاس الحقيقي عندما تقدم على ربك سبحانه وتعالى «أتدرون من المفلس»!. صل رحمك، وصل من قطعك ومد يدك «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»!. ارجع الحقوق خاصة المالية لأصحابها، ولا تماطل وتؤجل هذه الحقوق!. ابتعد عن التناحر والتقاطع والتدابر والخلاف مع القريب والبعيد، ((وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)). «ولا تسلك طريق الذين يفسدون في الأرض، بمعصيتهم ربهم، ومعونتهم أهل المعاصي على عصيانهم ربهم، ولكن اسلك سبيل المطيعين ربهم». فما أجمل الائتلاف وصفاء النفوس والإصلاح!. أيها العاقل.. ابتعد عن كل ما يؤذي جسمك ويأتي على صحتك، واصحب هذه الأيام الغاليات فلعلك تريح جسمك عن كل ما يدخله من أذى وسموم «اغتنم خمساً قبل خمس» ومنها «وصحتك قبل سقمك»!. وأخيراً.. ففي هذه الأيام لا ننسى أهلنا أهل الصمود والجهاد والصبر والعزة والكرامة أهل غزة، وكل أرض فلسطين المباركة من الخير بأنواعه وميادينه فهم أهل لذلك، كل على قدره!. «ومضة» قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله «تجد العشر الأوائل من شهر ذي الحِجَّة تمرُّ بالناس، ولا يقدرون لها قدرًا، لا في الصيام، ولا في الصدقة، ولا في قراءة القرآن، ولا بكثرة الصيام؛ لأنهم يجهلونها».