الأخضر..الحلم المونديالي وذكرى مؤامرة خيخون!!

لم أشهد فى حياتى ومشوارى الصحفى الطويل جمهورا يزحف خلف فريقه فى مباريات ودية مثلما يحدث من الجمهور الجزائرى الذى ملأ المدرجات فى مباراتى منتخب الخضر الأخيرتين استعدادا للمونديال البرازيلى.. وفى مباراة رومانيا أمس الأول زحف الآلاف وملأوا مدرجات ملعب جنيف وظلوا يشجعون فريقهم وكأنهم يلعبون مباراة رسمية فى المونديال..وبعد المبارة اقتحمت الجماهير الملعب لتحتفل بلاعبيها الذين فازوا 2 /1 وقدموا عرضا جيدا أمام فريق أوروبى كانت له صولات وجولات فى المونديال الذى يغيب عنه هذه المرة.الجمهور الجزائرى عاشق لبلاده ويدعم منتخب الخضر فى كل مكان وهو يحلم بإجاز مونديالى.. ويسافر أكثر من ألفى مشجع من الجزائر إلى البرازيل بخلاف القادمين من أوروبا وأمريكا وكندا لتشجيع منتخب بلادهم الذى يظهر فى المونديال للمرة الرابعة فى تاريخه والثانية على التوالى.كل ما أتمناه ويتمناه كل عربى أن يكون المنتخب الجزائرى فى المونديال البرازيلى على مستوى طموح جماهيره المهووسة بحب الخضر وطموحات الجماهير العربية من الخليج إلى المحيط خاصة وأنه هو الممثل الوحيد للعرب للمرة الثانية على التوالى.نريد من المنتخب الجزائرى أن يعبر للدور الثانى وهو الحلم الذى كاد يتحقق فى أول ظهور لمحاربى الصحراء فى مونديال أسبانيا 1982 لولا مؤامرة ألمانية نمساوية خسيسة ورخيصة!!فى ذلك المونديال الأسبانى كان الأشقاء الجزائريون يملكون جيلا ذهبيا من النجوم الموهوبين وفى مقدمتهم رابح ماجر والأخضر بللومى وعلى فرجانى وصلاح عصاد..وفاجأوا العالم وقتها بفوز تاريخى على منتخب ألمانيا 2 /1 فى موقعة كروية اشتهرت بموقعة "خيخون" نسبة إلى المدينة الأسبانية التى أقيمت بها تلك المباراة، وسجل كل من الهدفين ماجر وبللومى..وبعدها فاز رفاق بللومى وماجر على تشيلى 3 /1 ورفعوا رصيدهم إلى 4 نقاط حيث كان وقتها الفوز يحتسب بنقطتين فقط وليس ثلاث كما هو الحال الآن..وتآمرت النمسا مع ألمانيا فى المباراة الأخيرة ويفوز الألمان بهدف، ويصعد الفريقان للدور الثانى بفارق الأهداف على حساب الجزائر الذى كان يتساوى معهما فى نفس الرصيد.. واعترف نجم ألمانيا بريجل ونجم النمسا كرانكل بالمؤامرة بعد 25 عاما من المونديال الأسبانى..وأذكر أن الفيفا بعد تلك المؤامرة السوداء قرر أن تقام مباريات الجولة الأخيرة فى الدور الأول فى توقيت واحد منعا للتلاعب والتآمر!!لن تكون مهمة الخضر سهلة فى المونديال البرازيلى فهم يلعبون فى مجموعة صعبة تضم روسيا وبلجيكا وكوريا الجنوبية..وعليهم أن يثبتوا للجميع أنهم قادرون على اجتياز الدور الأول..وألا يكرروا نتائجهم المتواضعة فى المونديال السابق الذى انهزموا فيه مرتين من سلوفينيا والولايات المتحدة واكتفوا بتعادل شرفى مع إنجلترا..نريد أن نسمع الهتاف التقليدى الجميل.."وان..تو ثرى..فيفا لالجرى".