10 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان كريم "1"

06 مايو 2020

ارتبط هذا الشهر الفضيل بذاكرة الأمة الإسلامية بأنه شهر الروحانيات ولكن هذا الشهر وقد مرّت أيامه ولياليه في إطار مغاير للمألوف. ويختلف عن كل ما مرّ بنا عبر سنوات عمرنا. لماذا ؟ لأن الوباء القاتل "كورونا" قد غلف أيامه ولياليه وجعل الكائن الأقوى هو الأضعف أسير جدران منزله . نعم كورونا قد حدد كل شيء في حياتنا واختفت مظاهر هذا الشهر في كل العواصم من الرباط مروراً بالقاهرة وبغداد والكويت وصولاً الى قطر ومسقط . غابت العديد من المشاهد الرمضانية بفعل كورنا!! أولاً : اختفت تلك الطوابير قبل الإفطار والآباء يذهبون بفلذات أكبادهم لمشاهدة مدفع الإفطار . كما اختفى محبو رياضة المشي على كورنيش الدوحة . ثانياً: انقطعت طوابير الصائمين امام بائعي المأكولات وبائعي الفطائر والقطائف والكنافة وبائعي السمبوسة وغيرها . ثالثاً: المأكولات المنزلية سيدة المائدة الرمضانية. غابت تلك الصحون الرمضانية من قبل الأهل والجيران. واعتقد ان المطاعم والفنادق الغت كل مظاهر الاحتفاء بالشهر الفضيل . كما اننا لم نسمع عن الافطار الخاص بالصائم مثل الخيام والتجمعات عند المساجد . وحتى المطاعم اوقفت اعلاناتها وتم الغاء الخيام الرمضانية والمقاهي ومظاهر التدخين . وهذا بلا شك قد ساهم في توفير السيولة لدى العديد من عشاق تلك الاماكن . واعتقد أن هذا من حسنات كرونا !! فقد انتشرت مع الأسف هذه الظاهرة حتى تحولت الى وباء آخر !! رابعاً: مع ظهور هذا الوباء تم الغاء شعائر ارتبطت بهذا الشهر واعني العمرة وهذا ما جعل الآخر رغماً عن ارادته يضرب اخماساً بأسداس .. ولم يعد فرصة لاستغلال الانسان في هذا الموسم من خلال المبالغة في تأجير الغرفة لمدة ايام معدودات بما يوازي ثمن شقة في احدى الدول الفقيرة . خامساً: اقتنع فلذات أكبادنا بفائدة تناول الأكل المنزلي بدلاً من تناول مأكولات المطاعم السريعة. ولكن ما يحزّ في النفس ان المواطن قد التزم بالجلوس في المنزل ولكن المأساة في الآخر وتجمعاتهم وكأن الأمر لا يشكل وباءً هم خالقوه فلا يلبسون القفازات ولا الكمامات في الجمعيات ، هل هذا تحد سافر؟ سادساً: في هذا الشهر انقطعت عادة قطرية ارتبطت بذاكرتي منذ طفولتي وأعني تبادل الصحون بين الأهل والجيران والأهم تلك الغبقات الرمضانية والموائد المختلفة. فلا تجمع بين الأهل والأصدقاء ولسان حالنا يقول: كورونا .. ماذا فعلت بنا في هذا العام ؟ وللحديث بقية ..