عطاءُ وفكر متجدد ويتجدد 32 سنة على صدور أول كتاب (الأمة)

فـي شهر جـمـادى الآخـــرة مـن الـعـام الـهـجـري 1402 الموافق 1982 من الميلاد، صدر أول كتاب من سلسلة (كـــتـــاب الأمــــــة) وهــــو مـــن أروع وأحـــســـن كــتــب هــذه السلسلة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله والذي حمل عنوان "مشكلات في طريق الحياة الإسلامية"، ويليه مـن هــذه السلسة شقيقه الـكـتـاب الـثـانـي "الصحوة الإسـلامـيـة بـين الـجـحـود والـتـطـرف" لـلـدكـتـور الشيخ يــوســف الــقــرضــاوي حـفـظـه الــلــه وبــــارك فــي عـمـره. وهي في بدايتها سلسلة فصلية صدرت عن رئاسة المـحـاكـم الـشـرعـيـة والــشــؤون الـديـنـيـة فـي دولـــة قطر حفظها الله. ـ ولا يظن ولا يفهم أحد أننا نقلل من قيمة الإصدارات الأخرى من هذه السلسة ـ والـحـيـاة الإسـلامـيـة مـا زالــت تعج مـن المـشـكـلات في طريقها كـمـا ذكـرهـا الـشـيـخ رحـمـه الـلـه ولــم تختفي من حياتها فيقول: "وفي هذا الكتيب نماذج لقضايا خاضها أو سيخوضها في الحقل الإسلامي أحببتُ أن أشرحها على ضوء ما بلوتُ من تاريخنا الحاضر والـغـابـر، لعلها تعصم مـن مـزالـق، وتنبّه إلـى حقائق وتقود إلى الخير". وتـنـاول الـكـتـاب سـتـة فـصـول وكــل فـصـل أجـمـل من الآخر:ـ الفصل الأول: صور جديدة وعديدة للأعمال الصالحة. "فـــإذا فشلنا فـي تقدير تـراثـنـا، وحـشـد قــوى الكون لإحقاق الحق وإبطال الباطل فلا نلومنّ إلاّ أنفسنا..!!" الــفــصــل الــثــانــي: فـــي الــثــقــافــة والــتــربــيــة والأخــــــلاق. "والمستبد لا يرى إلاّ نفسه، ولا يبصر إلاّ مصلحته، ولا يقرّب منه إلاّ من يتملقه ويترضاه". الفصل الثالث: كلام في الإسلام. "وليعلم العرب أنهم قبل غيرهم مأكولون يوم يتركون الإسلام ويخونون الله ورسوله". الـفـصـل الــرابــع: محنة الـلـغـة الـعـربـيـة والأخــطــار التي تكتنفها. "إنـنـا نصيح مـحـذريـن: الـلـغـة الـعـربـيـة في خطر، أدركوها قبل فوات الأوان!!". الفصل الخامس: بين الاعـتـدال والتطرف. "إن التدين يـــوم يـفـقـد طـيـبـة الــقــلــب، ودمـــاثـــة الأخــــــلاق، ومـحـبـة الخلائق يكون لعنة على البلاد والعباد..". الفصل الـسـادس: المتاجرة بالخلاف خيانة عظيمة. "أمـا الـخـلاف المـولـود على مصاطب الـفـراغ والثرثرة، الـشـاغـل لمـجـالـس الـلـهـو والـبـطـالـة فـهـو مـعـصـيـة لله وتوهين للأمة". وما أجـدر بنا أن نعيد قـراءة هذا الكتاب بوعي وفقه وإدراك لمـا فيه مـن معاني وقيم ودلالات، وأن يطرح كمقرر فـي الكليات الجامعية العربية والإسـلامـيـة، ونتمنى كذلك من الجهة المسؤولة عن هذه السلسلة إعـــادة طـبـاعـة هــذا الـكـتـاب لمـا فـيـه مـن الـخـيـر الكثير لأبــنــاء هـــذه الأمـــة ومـفـكـريـهـا والـعـامـلـين فــي مـيـدان الفكر والدعوة وحركة المجتمع. وليكن العدد من هذه السلسلة 160، وأن يترجم إلى عدة لغات، الإنجليزية والفرنسية والصينية والإسبانية والألمانية والروسية وغيرها من اللغات. ونـتـمـنـى مـن الـقـائـمـين عـلـى هــذه الـسـلـسـة مـن كتاب الأمــــــة، أن يـسـتـكـتـبـوا مـــن الــعــلــمــاء والمــفــكــريــن مـن أمـثـال (الـدكـتـور مـحـمـد عــمــارة)، و(الأســتــاذ محمد أحمد الـراشـد)، و(الدكتور محمد موسى الشريف)، و(الدكتور علي محمد الصلابي)، و(الدكتور علي بن عمر بادحدح) و(الدكتور عبدالكريم بكار) و(الأستاذ أحـمـد بـن عـبـدالـرحـمـن الـصـويـان) و(الــدكــتــور أكمل الـديـن أوغـلـو) و(الـدكـتـور نـاصـر الـعـمـر) و(الـدكـتـور عجيل جاسم النشمي). ونقترح عليهم كذلك طرح بعض الموضوعات في هذه السلسلة كــ (محمد الغزالي رحمه الله وجـهـوده في سـاحـة الـدعـوة والفكر ـ فقه الإحـسـان ـ فقه الرقائق ـ قــراءة متأنية فـي طبائع الاسـتـبـداد للكواكبي ـ فقه المــســؤولــيــة الاجـتـمـاعـيـة أو المـجـتـمـعـيـة مــن الـنـظـرة الإسلامية ـ فقه الفتن ـ السياحة رؤيـة شرعية ـ فقه الوطن والمواطنة والوطنية رؤية شرعية..). فإن أصبنا فمنه وحده الكريم وإن أخطأنا فمن الهوى والشيطان. وختم الشيخ محمد الغزالي رحمه الله كتابه بجملة في غاية الأهمية، إذ سطر "وكم من ميدان عمل الآن يخلو من الرجال، لأن الرجال يتهارشون في ميدان الكلام حول بعض الفروع التي لا تجدي على الإسلام شيئاً". رحم الله الشيخ محمد الغزالي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير مـا يجزي عـبـاده الصالحين، وحشرنا الله وإيــاه مع النبيين والصديقين والـشـهـداء والـصـالـحـين، وحسن أولئك رفيقاً. »ومضة « من درره ـ رحمه الله ـ "إن إقامة دين الله تعني قبل كل شيء تأسيس علاقة زاكية بين المرء وربه، منزهة عن طلب الدنيا والتّشبّع من لذائذها، والاستعلاء في أرجائها".