03 أكتوبر 2025

تسجيل

الجهد المهدور

06 مايو 2013

انتهى مهرجان المسرح المحلي وقبله مهرجان المسرح الشبابي وقبلهما الكثير من المهرجانات والعديد من العروض التي قدمت على الخشبة دون أن يشاهدها أحد غير الجمهور الحاضر في المسرح لازلت أتساءل أين دور التلفزيون في عرض هذه المسرحيات التي كلفت الكثير من الجهود لتجهيزها وإخراجها بالصورة التي تليق بإنتاجنا المسرحي في قطر فبالرغم من نشاط المشهد المسرحي كمشهد ثقافي مميز في قطر إلا أن كل العروض على اختلاف مواضيعها وتوجهاتها تبقى محصورة على فئة معينة للمشاهدة والحضور وهم الصحافة وبقية وسائل الإعلام والمسرحيون والمهتمون بهذا المجال للأمانة فأنا لا أعرف حتى الآن على من يقع هذا الدور لإيصال المشهد المسرحي المحلي للعالم عبر أقوى وسيلة إعلامية هي التلفزيون هل هي مسؤولية وزارة الثقافة نفسها أم مسؤولية التلفزيون. خاصة وأن هناك ندوات تطبيقية مهمة على هامش العروض وفي هذه الندوات يشارك الكثير من المهتمين وأصحاب الخبرة في هذا المجال والخبرات القادمة من دول عربية للمشاركة في هذه الندوة يجتمعون ليضعوا النقاط على الحروف ويقيسوا نجاح العرض بالكفاءات المشاركة ويركزوا على الخلل ويقدموا حلولا لعلاجه إضافة إلى التركيز على جماليات النص والأداء وبقية العناصر التي تساعد في إبراز العرض بالشكل المطلوب من المؤكد أن نقل هذه الندوات عبر التلفزيون أو حتى تسجيلها لعرضها فيما بعد يساهم بشكل كبير في نقل الخبرة المسرحية للمشاهد ونقل الصورة المحلية للمسرح القطري إضافة إلى أن ذلك سيشكل مادة محلية خصبة تفخر بها وسائل إعلامنا وتنقل صورة مشرقة عن النشاط المحلي للمشاهد في كل الأصقاع بدلا من استيراد برامج ومواد تلفزيونية أجنبية. إنني أتطرق لهذه النقطة بسبب إيماني العميق بدور المسرح والمسرحيين في النهوض بثقافة الشعوب إلى جانب أن هذه الأعمال المسرحية تقدم للساحة الكثير من الوجوه الواعدة والمواهب التي تشارك وتمثل في هذه العروض وبالإمكان أن تستعين بها الساحة الدرامية التي توقفت منذ زمن عن إنتاج الأعمال المحلية بالرغم من توافر الكفاءات والخبرات وحتى المواهب التي تعشق هذا المجال ولم تجد إلا خشبة المسرح كمتنفس لها إننا نملك كنزا مهما قلما نلتفت إليه لنعطيه حقه ولنساهم في إيصاله للعربية والعالمية بالشكل المطلوب فقد لعب المسرح الشبابي دورا مهما في تقديم الكثير من الوجوه المسرحية الواعدة للساحة دون أن يتم استغلال هذه المواهب في مجال آخر غير المسرح وكان المسرح الشبابي على مر السنوات نقطة مضيئة في المشهد الثقافي في قطر ومنه انطلقت أسماء عديدة قدمت أروع ما لديها للساحة المحلية والخليجية ختاما أقول إن الكتابة والمسرح والتلفزيون بمثابة الثالوث الذي يحمل كل ضلع منه الآخر ولا يكتمل ولا ينجح إلا بالتكاتف. فهل نرى ذلك مستقبلا؟ أتمنى ذلك.