14 سبتمبر 2025

تسجيل

الصحافة . . ظالمة أم مظلومة ؟

06 مايو 2007

بين فترة وأخرى تتعالى أصوات تنتقد دور الصحافة، وترى انها دون المستوى ودون تطلعات المجتمع، وهذه قضية قد نجد اتفاقا عليها من غالبية افراد المجتمع، بمن فيهم القائمون على أمر المؤسسات الصحفية، فمهما بلغت صحافتنا من تطور، إلا أنها لا ترتقي لتطلعات وآمال القائمين عليها.إلا أن الأمر الذي يحز في النفس ، ان اللوم يلقى على القائمين على مؤسساتنا الصحفية، والعاملين فيها، وتنهال الاتهامات عليهم، دون تمحيص أو تدقيق في مدى صدقية أو واقعية هذه الاتهامات.يقولون انها صحافة (راكعة)، ولكن لا يسألون ما مدى تعاون الاجهزة الحكومية والمسؤولين مع هذه الصحافة. . لا يسألون كيف يتعاطى مسؤولونا مع ما ينشر في صحافتنا المحلية. . الذين يقولون انها صحافة (راكعة) أين هم من الصحافة، ولماذا (يهربون) من تحمل المسؤولية، ولماذا لا يضعون أيديهم في العمل الميداني، بدلا من سياسة (التنظير) التي يتشدقون بها، لماذا يلقون اللوم على الآخرين، ويبرئون أنفسهم؟ لا أدافع عن الصحافة، ولكنني أتحدث من الواقع، ومن (المعاناة) اليومية مع العديد من الجهات، والعديد من المسؤولين، في حين ان الذين يتحدثون منتقدين هم في الغالب خارج الجسم الصحفي الحقيقي، وأقصد أنهم بعيدون عن العمل اليومي.أضرب مثلاً على المعاناة اليومية في الحصول على الاخبار او اللقاءات الصحفية، فأمامي الآن قائمة بالوزارات التي تقدمنا إليها بطلبات للحصول على لقاءات صحفية، لا اقول مع الوزير او المسؤول الأول فيها، بل حتى مع مديري ادارات، والجواب يأتينا من العلاقات العامة (اصبروا).قد تقولون ولماذا لا تذهبون مباشرة الى المسؤول؟ والاجابة ان جميع وزاراتنا صدرت بها تعاميم من الوزير او الوكيل بأنه يمنع على أي مسؤول أو مدير الأدلاء بأية تصريحات صحفية الا بالرجوع الى العلاقات العامة.اذهبوا الى وزاراتنا ومؤسساتنا وهيئاتنا الموقرة، كيف يتم التعامل مع الصحفي، بل ان هناك جهات تقول علانية للصحفي (اذا في شي بنتصل فيك)، بمعنى آخر لا نريد أن نراك هنا مرة أخرى. العديد من مسؤولينا لايتحملون مسؤولية الأدلاء بالحوارات واللقاءات الصحفية، ويعتبرون ما يديرونه من اعمال ومهام او اختصاصات، وما يحدث في وزاراتهم، هي أمور (سرية) تتفوق على سرية المفاعلات النووية. كيف يمكن ان نطور صحافتنا مادام هناك عدم تعاون معها من قبل الغالبية العظمى من الوزارات، والمسؤولون يمتنعون عن التعاون؟ للحديث بقية