13 سبتمبر 2025
تسجيلقُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا التعليم موضوع يعتبره الكثير شيقا ومجالا للنقاش الطويل والذكريات الجميلة، ويذكره جيل الطيبين (كما يسمونهم جيل الألفية) ويشتاقون لتلك الأيام مع ما كان فيها من تعب وحر وبرد وجهد ولكن كان فيها لذة التعلم. كانت المدرسة بيتك الثاني وكان المدير والمدرسون هم أهلك وكان الطلبة هم إخوانك كان الأب يعلم أن ابنه في أيدٍ أمينة وانه سيتعلم العلم والأخلاق وسيكتب ويقرأ ويحفظ علوم الدين والقرآن والصلاة. كانت وسائل التعليم السبورة والطبشورة والقلم والدفتر فقط وكانت هي من خرجت لنا أجيالا وأبطالا نعتز بهم. المدرسون (جزاهم الله عنا كل خير ورحم الله من مات منهم وأطال الله في عمر من هو حي على طاعته) كان أكثرهم من دول عربية وقلة من أهل البلد. كان همهم التدريس وتربية الأجيال، وكانوا يجتهدون لكي نتعلم. لان التعليم عندهم رسالة عظيمة. كنا نحبهم ونقدرهم، وكان آباؤنا يجلّون المدرس ويقدرونه وله مكانته ولا يحاسبونه إذا أدب أحدا من أبنائهم بالفلكة. وكانت المناهج قوية وسهلة والتأسيس متينا. كوريا وسنغافورة واليابان تعتبر قدوة في مناهج التعليم وتأسيس الطلبة، وراتب المعلم يعادل راتب وزير. كوريا واليابان بعد خروجهما من الحرب ركزا على بناء الانسان أولا، وهذا لا يحصل إلا بالتعليم القوي والغذاء الصحي في المدارس. المدرس في أمريكا يجب أن يحصل على رخصة للتدريس لكي يعمل كمدرس، وهذه الرخصة تجدد كل 4-5 سنوات وعليه إنهاء 150 ساعة تعليم منهجي مستمر في مجاله قبل تجديد الترخيص. كنا لا نعرف شيئا اسمه المدرس الخصوصي، لان المدرس يقوم برسالة التعليم على اكمل وجه ويدرس بأمانة وإخلاص واجتهاد، والطالب يعتمد على نفسه واذا ما فهم يسأل المدرس والمدرس يراجع معه بطيب خاطر. كانت الصفوف الأولى تؤسس تأسيسا صحيحا قويا متينا (كل بنيان ليست له قاعدة قوية متينة مبنية على أسس ستنهار). الدراسة الآن في المدرسة مع سهولة المناهج وتطور أدوات التعليم إلا أن تحصيل بعض الطلبة العلمي ضعيف فما هو السبب؟ بعض المدرسين هداهم الله لا يعتبر التدريس رسالة وإنما وسيلة لتحصيل المال، يأتي للحصة وتحضيره للمادة وشرحه وإداؤه اقل من المتوسط ولا يهمه الطلبة فهموا الدرس أو لا، واذا سأله احد الطلبة عن شيء لم يفهمه قال (موجود في الكتاب راجعه). وبعضهم لم يواكب التطور العلمي في التعليم، ولذلك أصبحت الدروس الخصوصية شيئا مرادفا للدراسة وعلى طول السنة الدراسية. يذهب الطالب للمدرسة صباحا، والعصر أو بعد المغرب يأتي مدرس خصوصي يدرسه في جميع المواد أو بعض المواد التي لا يفهمها في المدرسة. فما أسباب وجود مدرس خصوصي؟ • ضعف مناهج التعليم وبعضها غير مفهوم • عدم اهتمام بعض المدرسين في التعليم وعدم اعتباره رسالة • عدم التأسيس القوي الصحيح للطلبة في الصفوف الابتدائية • تحميل بعض المدرسين أعباء أخرى في المدرسة فلا يجد وقتا لتحضير المادة • أوقات الدراسة أحيانا تكون سببا في ضعف التحصيل العلمي للطالب • كثرة الإجازات والعطل مما يسبب فقدان الطالب التركيز على ما تعلمه بسبب كثرة الانقطاع عن التعليم بعض الحلول: • اختيار معلمين أكفاء لتأسيس الطلبة في الصفوف الابتدائية لكي تسهل عليهم المناهج في الإعدادي والثانوي •تشجيع المواطنين الشباب الأكفاء للدخول في سلك التدريس مع دعمهم ودفع مميزات خاصة لهم • التفكير في تغيير موعد بدء الدراسة من الساعة السابعة الى التاسعة صباحا، والانصراف في الساعة الرابعة عصرا (تحقق بعض الأهداف ومنها تخفيف الازدحام المروري) قال الإمام الشافعي رحمه الله «من لم يذق مر التعلم ساعة، تجرع ذل الجهل طول حياته».