ما أجمل الفأل!

قصة سيدنا يوسف كلها فأل وأمل، فعندما أرسل نبي الله يعقوب عليه السلام أبناءه للبحث عن يوسف عليه السلام وأخيه في مصر قال لهم: ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ الله إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ الله إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ))، فهذا فأل ومساحات من الأمل يزرعه فيهم وثقة وحسن ظن بالله تعالى، ولما سار فرعون وجنوده يتبعون موسى عليه السلام وقومه، وقال قوم موسى عليه السلام له (﴿إِنَّا لَمُدْرَكُونَ﴾) فكان جوابه جواب الفأل واليقين بالله سبحانه وتعالى ((كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)). هكذا الكبار في الأزمات يزرعون الفأل والثقة والإطمئنان فيمن حولهم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع صاحبه رضي الله عنه إذ هما في الغار "لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا" فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم بكل ثقة في الله عز وجل وفأل "مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا". "وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ، الْكَلِمَةُ الْحسَنَةُ"، "قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الصَّالحة يسمعها أحدكم". "ويعجبني الفأل قالوا: وما الفأل؟ قال: كلمةٌ طيبةٌ". وتأمل الكلمات الثلاث في الفأل ( الكلمة الحسنة، والكلمة الصالحة، والكلمة الطيبة)، وإذا عاد مريضاً منحه الفأل والأمل صلى الله عليه وسلم قال له "لاَ بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ الله". هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفأل وما يحمله من مبشرات وخير للناس. ونحن ومع هذا الوباء الذي أتى وما زال يضرب العالم أجمع من أقصاه إلى أقصاه، فليحطينا الفأل في حديثنا، وعلى وجوهنا نحكي الفأل، وما نكتبه ونشره في منصات التواصل الاجتماعي، ومن على القنوات الفضائية فيما يُقدم من برامج مباشرة وغير المباشرة من كلمات فيها الفأل والمبشرات، وحث الناس على الخير والإصلاح فيما بينهم، وترك المنازعات والمشاحنات، والتغافل والتغافر، كل هذا وغيره من الفأل ونشره وبثه في دنيا الناس، مع الأخذ بالأسباب والسعي والتوكل عليه سبحانه وتعالى. "ومضة" سينجلي هذا الوباء وستذهب هذه الجائحة بإذن الله القادر، فهذا فأل، حفظ الله سبحانه وطننا الغالي " دولة قطر" وأهلها وكل من يقيم عليها، وجميع بلاد المسلمين، والبشرية جمعاء من هذا الوباء. فتفاءل.. ((اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)). [email protected]