11 سبتمبر 2025
تسجيلقبل الدخول فى موضوع مقالتي اليوم، أذكّر قرائي الأعزاء بأنني قد تحدثت فى احدى مقالاتي قبل نهاية عام 2012م عن مشروع كانت قد أعلنت عنه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية باستعدادها لتدشينه وهو مشروع "مساجد قطر فى المستقبل"، ووفقاً لتصريحات صحفية حينها فإن المشروع الجديد سوف يتضمن نماذج لتصاميم معمارية متنوعة، تبرز فن العمارة القطرية والتراث، وكنت قد دعوت ووجهت إلى اتخاذ جامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني (الله يرحمهم) ـ ومقره منطقة الوعب ـ نموذجا مثاليا، وتمنيت فى مقالتي هذه أن يضاف هذا النموذج لما يحمله من فن راقٍ في العمارة والتراث القطري والإسلامي المتميز، ووفق رؤية وجهد كبيرين لأحد أبناء قطر البررة، وهو سعادة الشيخ خالد بن سحيم بن حمد آل ثاني، وتحدثت عن بعض مزايا ومواصفات هذا الجامع، الذى يحمل في كل زاوية منه (عبق التاريخ والتراث) القطري والإسلامي، وأوضحت فى وصفي كيف يتميز هذا الجامع بالأصالة والإبداع والتميز، ومنارة متميزة وأشجار نخيل وورود ومواقف كثيرة للسيارات ومياه باردة، ومصلى متسع للنساء، ومبنيين خارجيين منفصلين لتحفيظ القرآن الكريم (رجالا ونساء)، وقاعات مختلفة وجلسات مريحة بمواصفات نموذجية، تتماشى مع التراث القطري الأصيل، وإضاءة خارجية خفيفة ليلاً، وكأنك تمشى فى الدجى بمصابيح وفوانيس (مال لَوَّل)، ومدخلين من الرخام للأصحاء ولذوى الاحتياجات الخاصة، ومحراب رائع على الطراز الإسلامي، وسجاد أخضر وأبواب داخلية محاطة بدواليب وخزانات لأحذية المصلين ومنسقة تنسيقاً جميلاً، ونافورة جميلة تراها ليلاً وكأنها تصب بلورات مختلفاً ألوانها فى مصب جميل، وأنيق مكونة أقواساً فى مشهد مميز، تشتاق النفس للوقوف أمامها للحصول على الراحة والسكينة، جامع بمواصفات تبرز التراث القطري والإسلامي العريق، وتمنيت على وزارة الأوقاف أن تتبنى نموذج (جامع الأخوين) ضمن نماذج "مساجد قطر في المستقبل".. هنا نود الإشارة إلى أننا نقدر جهود وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فى كل قطاعاتها، إلا أننا نطالبها بالمزيد من الجهود وخاصة الرقابية، للتصدي لأي قصور فى أعمال الشركات المنفذة لمشاريع بناء وترميم وصيانة وتجديد المساجد، حيث تلاحظ أن أسقف بعض المساجد التي تمت صيانتها حديثاً، مازالت تحتاج إلى صيانة وترميم، فقد فشلت بعض هذه الأسقف فى مواجهة الأمطار الغزيرة، التى تساقطت على البلاد فى الفترة الأخيرة، وهو ما أجبر بعض المصلين على الصلاة فى أماكن لم يعتادوا الصلاة فيها، وقد أظهرت الأمطار تلك العيوب التى تعاني منها بعض المساجد، التى أنفقت عليها وزارة الأوقاف ملايين الريالات لبنائها أو لصيانتها أو لتجديدها، حيث تلاحظ أيضاً صعوبة وصول المصلين إلى داخل بعض المساجد نتيجة تجمع مياه الأمطار، رغم أنه يفترض أن هناك شبكات تصريف، ولكن تشير تلك التجمعات لمياه الأمطار إلى فشل هذه الشبكات، لأسباب لا نعلمها نحن، كما أن البلاط الأملس الذى على ساحات بعض المساجد، كان سبباً في صعوبة سير المصلين فوقها، حيث إنها تشكل خطراً على كبار السن وتهدد بتعرضهم للانزلاق، في أوقات تساقط الأمطار، وهو ما يشير ربما إلى وجود خلل في أعمال الصيانة، والترميم وغيرها من الأعمال بالمساجد، الأمر الذى يبرز أهمية بذل جهود أكبر في الرقابة على أعمال الصيانة والترميم، كما يبرز أهمية النماذج الجديدة والمتميزة للمساجد التى لم تعانِ من مثل هذه المشكلات، مع سقوط الأمطار، ومنها جامع الأخوين الذى كنت قد تحدثت عنه في 2012م، حيث لم تسقط نقطة مياه واحدة داخل الجامع، ولم يواجه أحد رواده خطر الانزلاق على بلاطه، ولم تتجمع فيه المياه، وهو ما يبرز أهمية هذا التصميم، الذى يجب أن نحتذيه في مثل هذا الجامع وغيره من الجوامع والمساجد، التى نفتخر بوجودها، وأخيراً أجدد تمنياتي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بزيارة (جامع الأخوين)، والتحدث مع مصممه ومنفذه المبدع القطري سعادة الشيخ خالد بن سحيم بن حمد آل ثاني، لعل تكون هناك استفادة تحقق المصلحة العامة، والله من وراء القصد.