17 سبتمبر 2025
تسجيلتحقق الكهرباء ما تعجز عنه السياسة الخليجية في صناعة الربط المتكامل بين دول المنطقة وشعوبها والتي تعيش منذ عقود أحلام الوحدة والتكامل في كل المجالات بما فيها الرؤى والتطلعات التي تحفظ أمن الخليج وتعزز استقراره ؛ ومؤخراً احتفلت دول التعاون بتدشين مقر هيئة الربط الكهربائي الخليجي الرئيسي في مدينة الدمام السعودية بحضور أمين عام مجلس التعاون والوزراء المعنيين بشؤون الكهرباء في دول المجلس التي باشرت هذا المشروع الحيوي الضخم " الربط الكهربائي " مبكراً لتحقيق جملة فوائد اقتصادية لشعوبها في تأكيد على أهمية مثل هذه المشاريع المشتركة التي تحقق التكاملية وتخفض التكاليف وتضمن التعاطي البيني من الطاقة بين دول المجلس من خلال هذا المشروع الذي تم تشغيله في العام 2009م والذي يوفر حسب أحد المسؤولين فيه 5 آلاف ميجاواط من الطاقة الكهربائية ويُغني دول الخليج لاحقاً عن بناء محطات جديدة لمدة 20 سنة قادمة مما يخفض التكاليف ويوفر لخزائن الدول الخليجية المليارات من الدولارات والتي ستذهب لإنشاء محطات يُعرف بأنها باهظة التكلفة في الإنشاء والصيانة؛ وحيث تعاني بعض دول المنطقة من نقص حاد في قدرات التوليد لا توازي حجم احتياجها اليومي ولا تسمح لها بالتوسع في الاستثمارات الأخرى ربما لأسباب فنية أو نقص في الموارد الأساسية ؛ فيأتي هذا المشروع ليحقق منفعة التبادل والبيع البيني للطاقة؛ وهو مشروع جميل في فكرته التي تجاوزت عقبات التنفيذ وبيروقراطية الأداء المعتادة في الكثير من المشاريع المشتركة لتنتصب سريعاً آلاف الأعمدة والأبراج الناقلة لخطوط الربط بين الدول الست، محققة حلماً كبيراً لكل أبناء الخليج الذين تخذلهم غالباً ظروف المجلس وتحديات واقعه في مختلف المجالات؛ وحقيقة نحن نشيد بمثابرة وزراء الكهرباء ومهندسي المشروع الذين وصلوا به إلى هذا المستوى من الإنجاز وهو ما يحفز غيرهم في القطاعات الأخرى على العمل التكاملي والمضي نحو الإنجاز المشترك سواء في مشاريع الربط المائي أو غيره من المجالات الحيوية التي تدعم البنية التحتية لكل الدول وتوحد مسارها الاقتصادي وتوفر لشعوبها فرص العمل والكفاية في شتى المجالات وحتى المستلزمات الصناعية أو الاستثمار المشترك للموارد المحلية ؛ فعلاً نحن في الخليج وجدنا هكذا كتلة واحدة منذ القدم ونواجه مصيراً واحداً ومستقبلاً مشتركاً رغم كل الظروف ورغم كل ما يحاك ويقال ضدنا؛ فإذا اختلفنا في بعض مجالات السياسة مثلما حصل مؤخراً بين بعض دول الخليج التي تباينت بينها الرؤى في بعض المواقف؛ فالأمر بإذن الله، لا يعدو كونه سحابة صيف "كسحب الموسم" لا بد أن تمر بسلامة وأمان لتعود المياه إلى مجاريها في التكامل والشركة وصولاً إلى الوحدة التي طرحها خادم الحرمين الشريفين أمام إخوانه قادة دول المجلس ؛ ولحين الوصول إلى ذلك الهدف يجب أن نعمل جميعاً على تعزيز الشراكة والتواصل المفيد بيننا تماماً كما فعل المعنيون بالكهرباء حين وصلوا بمشروعهم إلى مراحل التشغيل، متخطين كل العقبات ؛ فهذه دعوة للعاملين في كل القطاعات الخليجية الحيوية ومن تحت يدهم ملفات المشاريع المشتركة بين دولنا، سواء في الربط المائي أو المواصلات والقطارات أو حتى الصناعية منها والخدمية، مثل تطبيق نظم العمل والتأمينات الموحدة أو غيرها، أن يبادروا في دفع مشاريعهم إلى حيز الوجود والوصول بها إلى أن تكون عياناً يخدم الجميع؛ وحقيقة فهذه مرحلة هامة يجب أن تستثمرها أمانة مجلس التعاون لدفع التعاون في عموم مجالات التنمية فربما هي الأكثر قدرة على بناء الوحدة وتفعيلها.