06 نوفمبر 2025

تسجيل

هل تراجع الغرب ؟!!

06 أبريل 2011

القرار السريع الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي رقم 1973 بحماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي التي بدأت فور الثورة الشعبية في السابع عشر من مارس بقتل وإبادة الشعب الليبي جعلني شخصياً في غاية الدهشة والاستغراب لأن هذا القرار جاء سريعاً جداً وجاء لنصرة ثورة شعبية عربية ضد نظام دكتاتوري ومثل هذا الموقف الغربي يؤكد أن الغرب إما أنه "تسرع" في اتخاذ مثل هذا القرار وإما أنه كان يرى في "البديل" عميلاً مخلصاً أكثر من القذافي لأن الغرب وكما هو معروف عنه يبحث عن مصالحه فقط.. ومصالح الثورة الليبية التي عبرت عن نفسها في المجلس الوطني و أن هذا الغرب وجد أخيراً أن مصالحه يمكن أن يجدها في حكم القذافي رغم دكتاتوريته، فالغرب لا يهمه حكماً دكتاتورياً أو مستبداً ولا يهمه حاكماً ديمقراطياً كما يدعي وإنما يبحث عن مصالحه فقط. وفي مقالي السابق الذي كان تحت عنوان "نصف انتصار.. ونصف هزيمة" ذكرت أن الغرب بدأ يتراجع عن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي يطالب بتأمين حماية المدنيين وذكرت أيضا أن مصالح الغرب في الثورة الليبية لن تتحقق كما يخطط ويرسم هذا الغرب لهذا فإنه توقف عن دعم الثورة بقصف قوات القذافي التي لم تتوقف عن قتل المدنيين الأبرياء بكل أنواع الأسلحة الفتاكة ولهذا فإننا نقف الآن عند منتصف الطريق، فلا هزيمة حققها الغرب لقوات القذافي، ولا نصراً حققه الغرب للثوار. بالأمس تأكد لنا أن هذا الغرب يبحث عن مصالحه فقط، ولهذا فإنه ينظر بعين نحو القذافي، وينظر بالعين الأخرى إلى الثورة الليبية، وتأكد ذلك عندما وقف الغرب متفرجاً أمام قوات القذافي وهي تقتل المدنيين الأبرياء في المدن الليبية، خاصة مصراتة والزنتان وطرابلس وأغلب مدن الغرب الليبي، بينما الطائرات الغربية تسرح وتمرح في الجو الليبي ولا تسقط قنبلة أو قذيفة.. بل إن قوات القذافي ومرتزقته يشنون حرباً بلا هوادة بالمدفعية الثقيلة والدبابات وكل الأسلحة الحديثة ضد البريقة وشعبها وضد الثوار الليبيين والطائرات الغربية تحوم في السماء وتتفرج!! فهل هذا الموقف الغربي من الثورة الليبية جاء نتيجة حسابات المصالح، وهل جاء هذا الموقف نتيجة ما قاله القذافي إنه وبوجود نظامه فقط يحقق الأمن والسلامة لأوروبا وللعدو الصهيوني؟! هل للعدو الصهيوني دور في تغيير موقف الغرب من الثورة الليبية، وهل تمكن اللوبي الصهيوني من الضغط على الغرب وهو الحليف الاستراتيجي له من إقناع حلف الناتو بعدم مساندة وتقديم الدعم للثورة الليبية لأنها ستشكل خطراً عليه؟! وهل قدم القذافي وعداً وعهداً للعدو الصهيوني بأنه سيكون الحليف الأقوى له في حال المحافظة على نظامه؟! لكن السؤال الأهم: أين النظام الرسمي العربي مما يحدث الآن في ليبيا؟! لماذا لم يتحرك هذا النظام لدعم الثورة الليبية؟! ولماذا لم يعترف النظام الرسمي العربي بالمجلس الوطني الليبي ما عدا دولة قطر؟! وأين القوات العربية من القوات الغربية، ولماذا لم تشارك الدول العربية في حماية الشعب الليبي ما عدا قطر والإمارات؟! هل ننتظر من الغرب أن ينتصر للثورات العربية وحماية الشعب العربي، بينما النظام الرسمي العربي يتفرج؟! هل يمكن للغرب أن يكون عربياً أكثر من العرب؟! أم أن النظام الرسمي العربي يخاف من "تسونامي" الثورات العربية؟!