19 سبتمبر 2025

تسجيل

حركة حماس والقرود السود

06 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "لا مع سيدي بخير... ولا مع ستي بخير". ينطبق هذا المثل على الواقع الذي تعيشه حركة حماس هذه الأيام، بعد الحرارة التي عادت لشرايين علاقتها مع إيران، والتي كان آخر مؤشراتها الشكر الذي قدمته الحركة "للثورة الإسلامية الإيرانية" على المساعدة التي أعلنت الأخيرة عن تقديمها لشهداء "انتفاضة القدس".التقيت قبل أيام بأحد قيادات حماس، فأبديت له استغرابي واستهجان الكثير من المحبين من عودة العلاقة مع طهران، وقبول المساعدات الإيرانية في ظل استمرار الأخيرة في سياستها الطائفية المستفزة وتوغلها في شؤون الدول العربية. أطرق القيادي قليلاً قبل أن يجيب "من الآخر ومن دون لفّ ودوران، حماس مستعدة لقبول مساعدات حتى من القرود السود طالما أن هذه المساعدات غير مشروطة ولا تتطلب أي تغيير في مواقف الحركة أو تنازلاً عن مبادئها". خرجت تنهيدة من صدره ثم تابع: هل كان المطلوب من حماس أن تستسلم للاحتلال الإسرائيلي؟ أي وقاحة هذه التي يطالبنا بها البعض وهم شهود على الدور المخزي الذي تقوم به بعض الدول العربية في خنق الشعب الفلسطيني والتضييق عليه وحصاره ودفعه للاستسلام. نسمع تنظيرات وعبارات إنشائية، تهلل لكل إنجاز تحققه المقاومة في مواجهة إسرائيل، لكن أصحاب هذه القصائد يتغافلون عن أن هذا الإنجاز تطلب دعماً وجهوداً وسهراً وتضحيات لتحقيقه. الأداء العسكري الذي قدمته حماس ومعها فصائل المقاومة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة كان بتوفيق الله أولاً، لكنه جاء أيضاً نتيجة أكلاف كبيرة دفعتها المقاومة لتصل إلى ما وصلت إليه من حرفية ونجاح بإيلام الاحتلال. هل كان المطلوب من المقاومة أن تضع رجلاً على رجل بانتظار الدعم والمساندة ورفع الحصار من الأقربين؟!لو كانت حماس في وضع طبيعي كان يمكن– بعقل بارد- بحث ونقاش الأسباب التي دفعتها للقبول بعودة علاقتها بإيران طالما أن الأخيرة لم تغير من سياستها العدوانية في سوريا والعراق واليمن والبحرين وغيرها من الأماكن التي من الواضح أن لإيران أطماعا توسعية فيها. كان يمكن الحديث عن سلبيات وإيجابيات التقارب بين الحركة وإيران، والموازنة بين المصلحة والمفسدة من ذلك. في حين أن القضية الفلسطينية وفصائلها المقاومة يعيشون ظروفاً مأساوية بالغة الصعوبة جراء الحصار والتضييق الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي من جهة وبعض العرب من جهة أخرى. هل كان على حماس أن ترفض أي تقارب مع إيران وتمتنع عن قبول دعمها ومساندتها، فتزيد من الحصار والتضييق على نفسها، في الوقت الذي يتفرج بعض العرب عليها ويهلل ويصفق لهذا الحصار؟ هل تصمت ألسنة المنتقدين لحماس إذا انهزمت أمام إسرائيل، ونجح الاحتلال في إخضاع الشعب الفلسطينية وإذلاله؟ختم القيادي في حماس حديثه قائلاً: من يفكر بلوم حماس على استعادة علاقتها بإيران أمامه خيارين: إما أن يقدم مساعدة ودعما بديلا لحماس ولبقية فصائل المقاومة تغنيها عن قبول مساعدة طهران في مواجهة إسرائيل، وإما أن يبلع لسانه ويصمت.