انطباعات حول بعض عروض "مهرجان أوال المسرحي التاسع (3)

(2) مسرحية السايكو: مسرح أوالسبق تقديم هذا العرض في مهرجان الديو دراما، في مهرجان فرقة جلجامش، وكنت رئيس لجنة التحكيم وفي هذا العرض نحن إزاء نجمين من نجوم المسرح في مملكة البحرين. وهي معالجة لطرح ذات نفسي. عرض جدير بالمشاهدة، لأن هذا العرض عرض الممثل وأتمنى أن يكون حضور مثل هذه العروض في مهرجان الدوحة القادم إذا كتب الله للفعالية المسرحية أن تقام.(3) مسرحية النافذة: لفرقة مسرح أوالأولى تجارب الفنانة غادة الفيحاني، عن إعداد الفنان القدير عبدالله السعداوي، ويكفي فرقة أوال المسرحية فخرا أنها تفتح النوافذ، وتمنح الأجيال المتعاقبة فرصة الاحتكاك وتقديم تجارب شبابية برؤى وأحلام وتطلعات جيل جديد.(4) بعيدًا عن السيطرة: لفرقة مسرح الطائف من المملكة العربية السعوديةمن تأليف واحد من أبرز فرسان المسرح، السعودي فهد ردة الحارثي وإخراج وسينوغرافيا سامي الزهراني. وسبق أن تناولت هذا العرض الجميل في مقالات سابقة لأني شاهدت هذا العرض كما شاهدت عرض السايكو ومقامات بن تايه. والعرض استحضار لنماذج من بطون الكتب ومحاكمة الكاتب. فكرة جديدة كما في جل أعمال هذا الكاتب المهموم بالمسرح مثل المناعي وغانم السليطي وناصر عبدالرضا وفالح فايز وفيصل رشيد وغيرهم، وإن كانت فرصة الاحتكاك بالآخر، أقل من المأمول.(5) الصفقة: المسرح الريف.. من مملكة البحرينعرض حاول مؤلفه ومخرجه أن يقدما المضمون الأزلي ذاته، في صراع الإنسان مع الذات أو مع الآخر، منذ اللحظات الأولى ومصير الإنسان مرتبط بالآخر ويحاول الآخر استغلال آدمية أخيه الإنسان، عرض لفرقة ذات إمكانات محدودة، ولكن الأروع والأجمل العمل وعدم التوقف أو الجمود. الإخراج قد وقع في العديد من الهنات، منها ما هو مرتبط بالإطار الحركي الذي لم يخرج عن حركة بندول الساعة، والإضاءة لم تخدم العرض، ولكن لكل مجتهد نصيب، ويكفي هذه الفرقة الحضور والمشاركة. المؤلف هنا هو عزيز جبر الساعدي، ولكن المعالجة الدرامية قام بها كل من "محمد شهاب – والمخرج جاسم طلاق" اجتهد الممثلون، ولكن السؤال المهم: هل فهما أبعاد اللعبة، مع ما يملكان من لياقة بدنية وقدرة على ملء الفراغ؟ اجتهدا كثيرا في لعبة كانت مغلفة بالغموض لدى كل الممثلين. أتمنى أن يلجأ أي مخرج إلى نص يسهم في إيصال الفكرة إلى المتلقي في بساطة ويسر، فالنوايا شيء.. والمسرح ولعبة المسرح أمر آخر.