12 سبتمبر 2025

تسجيل

البنوك الإسلامية ومطالبتها بتحسين الأداء والخدمات لمواكبة العصر

06 مارس 2016

لا يمكن مقارنة خدماتها المصرفية بما تقدمه البنوك التقليدية الأخرىهناك ضعف في الأداء الإداري والانفتاح على المؤسساتالمصرفية الإقليمية والعالمية وغياب كبير للتوعية الإعلاميةالإسلامية تحتاج إلى العقول الإدارية المتمكنة لإعادة النظر في مسايرة التطوير وتقليل العوائق والتحديات التي تواجههاالبنوك التقليدية أسست بعض الأفرع الإسلامية بسببالإقبال الشديد على البنوك الإسلامية ثم أغلقت عام 2011ما زلت أعتقد أن البنوك والمصارف الإسلامية التي توجد على أرض قطر والمنتشرة في بقية دول العالم هي مؤسسات مصرفية مهمة وشريكة في التنمية الاقتصادية، إذا أحسن التخطيط لها وتوفرت لها السياسة الناجحة مع الزبائن من ناحية، ومع العصر الذي نعيش فيه من ناحية أخرى من أجل الارتقاء بها نحو الجودة في الأداء والإنتاج. كذلك فإن من أهم العوائق التي تواجه هذه البنوك في الوقت الراهن ضعف تطوير العقول الإدارية ومدى كفاءتها للسير بهذه البنوك نحو التفوق والطريق الصائب في تحسين خدماتها مقارنة بالبنوك التقليدية التي تفوقت عليها بكثير، بدليل أرباحها السنوية التي بلغت المليارات من الريالات وهو ما يشكل ثلاث أو أربع أضعاف أرباح البنوك الإسلامية . يقبل الكثير من الزبائن على التعامل مع البنوك أو المصارف الإسلامية بحكم أن أغلب معاملاتها تقوم على تطبيق الشريعة الإسلامية، وهو ما يدخل الارتياح في نفوس الغالبية ممن يفضلون هذه البنوك عن غيرها من البنوك التي تتعامل بالشكل الربوي الذي يعرفه الجميع لدى البنوك التقليدية. ولكن التعامل من قبل البنوك التقليدية قد يكون أفضل بكثير من البنوك الإسلامية "أو ذات الصبغة الإسلامية"، وهناك عدة أسباب تقف وراء ذلك الأداء للبنوك الإسلامية، لأنها مطالبة بالأخذ بالمقاصد الشرعية للصيرفة الإسلامية الشرعية، مع اتباع دور القيم والأخلاق في تحسين أدائها .ماهيّة البنوك الإسلامية يعرف أحد المختصين هذه البنوك بقوله:"إن البنوك الإسلامية ذات خصوصية تميزها عن باقي المصارف سواء بالنسبة للعملاء أو الأدوات الاستثمارية، فهي تعد ظاهرة من كبريات الظواهر في المؤسسات المالية في عصرنا الحالي، فقلما توجد اليوم دولة في العالم إلا وبين مؤسساتها المالية وجود بشكل أو بآخر للبنوك الإسلامية" . ولها عدة خصائص منها:- الطابع العقائدي- عدم التعامل بالفائدة تحديات تواجه البنوك الإسلامية من هذه التحديات والصعوبات -وهي كثيرة- نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:أولا: ضعف أداء البنوك في التمويل والتردد في اتخاذ القرار.ثانيا: قلة الانفتاح على المؤسسات المصرفية الإقليمية والعالمية.ثالثا: ضعف الكادر الإداري والتدريبي للعاملين في القطاع المصرفي.رابعا: عدم مشاركتها بقوة في الدعم الاقتصادي للدولة بخلاف البنوك التقليدية.خامسا: غياب الاستقرار المالي وبخاصة وقت الأزمات.سادسا: عدم اللجوء إلى التطوير والتحديث باستمرار. سابعا: ضعف الخدمات المقدمة للزبائن مقارنة بخدمات البنوك التقليدية الأكثر توسعا في التوعية تجاه الزبائن. ثامنا: ضعف الإجراءات وتأخيرها وعدم إنجاز المطلوب لخدمة الزبائن والأنشطة المصرفية في الوقت المحدد.تاسعا: غياب خطة إعلامية واضحة للارتقاء بالبنوك الإسلامية عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومن ذلك عدم شرح بعض الأمور للرأي العام مثل ما يتعلق بـ "الصكوك الإسلامية وقروض العقارات والقروض الشخصية"، وكذلك توضيح مفهوم المرابحة، وهذه قضايا فيها بعض الالتباس. عاشرا: هروب الكثير من الزبائن إلى البنوك التقليدية لأسباب غير معروفة وإن كان لدى الإسلامية بعض الإقبال لكونها إسلامية وتتعامل حسب الشريعة الإسلامية كما تقول. حادي عشر: ضعف قدرات الجهاز المصرفي في بعض البنوك عبر مؤشرات الأداء المتمثلة في ضعف رأس المال.ثاني عشر: غياب المنتجات المصرفية بسبب تردي الخدمات المتطورة وضعف أدائها في غالب الأحيان.ثالث عشر: قلة الأرباح السنوية مقارنة بالبنوك التقليدية التي تحقق الأرباح العالية والمرتفعة في كل عام.رابع عشر: قد تحتاج العقول الإدارية والاستثمارية التي تدير المصارف الإسلامية إلى إعادة نظر لمسايرة التطوير ومنع العوائق والتحديات التي تواجهها.خامس عشر: عدم استعدادها وتأهبها دائما للأزمات المالية والاقتصادية المتوقعة في العالم والتي تؤثر بشكل مباشر على سياساتها ومشاريعها الاستثمارية.سادس عشر: دخولها في بعض المشاريع الأكثر خطورة، وهو ما قد يعرضها إلى الإفلاس أو بعض الصعوبات المالية .البنوك التقليدية لن تسقط عندما تأسست البنوك والمصارف الإسلامية في قطر في بداية الثمانينات وإن كانت بوادر تأسيسها انطلقت مع سبعينات القرن الماضي، اعتقد الكثير أن إنشاء البنوك الإسلامية سوف يقضي على البنوك التقليدية أو ما تعرف بين العامة باسم "البنوك الربوية" وسوف تسقط وترتفع سوق البنوك الإسلامية، ولكن هذا لم يحدث، بل أعطاها قوة أكبر، ولكن في نفس الوقت زاد الإقبال على البنوك والمصارف الإسلامية لأنها أعلنت للرأي العام أنها تتبع الشريعة الإسلامية في جميع معاملاتها .وقد قامت بعض البنوك التقليدية بإنشاء بعض الأفرع لها تحت مسمى "البنك الإسلامي"، مثل "بنك قطر الوطني الإسلامي" والشيء نفسه حدث مع "بنك الدوحة الإسلامي" وغيرها، ولكن جاء قرار مصرف قطر المركزي بإغلاق هذه البنوك التقليدية سنة 2011 م والتي أنشأت هذه الأفرع الإسلامية لتحقيق الأرباح المنشودة بسبب إقبال الكثير على "البنوك الإسلامية مثل المصرف والدولي الإسلامي" وكان ذلك قبل ما يقارب عشر سنوات أو أكثر إذا لم تخني الذاكرة .ومن هنا نجدأن البنوك والمصارف الإسلامية مطالبة بتنويع خدماتها ومشاريعها الإدارية والاستشمارية، وبخاصة ما يتعلق بالتمويل قصير أو طويل الأجل، والدخول في سوق رأس المال الإسلامي بهدف تسييل أصولها طويلة الأجل وحاجتها إلى السيولة. ومن هنا فإننا لا نقلل من قيمة البنوك الإسلامية بل نؤيد وجودها شرط تطويرها والارتقاء بها بما يخدم الزبائن والاستثمار الصحيح للمساهمين، بما يحقق لها النجاح الذي يتمناه الجميع من خلال تحقيق بعض التوازن مع البنوك التقليدية الأخرى . كلمة أخيرة المصارف الإسلامية تحتاج ﺇﻟﻰ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺘﺠﺭﺒﺘﻬﺎ لكي تتعرف على ﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻘﻭﺓ ﻭﺘﻌﺯﻴﺯﻫﺎ، مع التنبه إلى ﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻀﻌﻑ والخسارة ﻭﺇﻴﺠﺎﺩ ﺍﻟﺤﻠﻭل المناسبة لها لكي ترتقي للعالمية وإلى النجاح المطلوب، وهذا ما نتمناه ونرجوه دائما .