19 سبتمبر 2025
تسجيلخلال الأزمة المفتعلة ضد قطر أصبحت دبلوماسيتنا الأكثر تأثيراً في المشهد السياسي إقليمياً ودولياً الأزمات المفتعلة لم تعد تخفى على أحد ومحاسبة المخطئ يجب أن تكون رادعة في هذه المرة السياسة لا تعترف بالمجاملات، بل تعترف بترجمة الأقوال إلى أفعال.. فهي كما تعرف بأنها: مجموعة المبادئ والقواعد التي أثبت التجريب صحتها والتي تتعلق بأمور السياسة.. حيث اشتقت كلمة السياسة من كلمة "ساس الأمر" بمعنى قام بالأمر وبالتالي فهي تعني سياسة القيام بأمر من الأمور بما يصلحه، والأمر هو الحكم أو الرئاسة.. ولذلك نجد أن السياسة القطرية كانت وما زالت تحاكي الآخر بكل شفافية وأمانة وإخلاص لكافة دول العالم دون استثناء وبخاصة خلال هذه الأزمة المفتعلة. من هنا نجد أن قطر لا تزال تنفرد عن بقية دول الخليج في تفوقها بمجال الدبلوماسية لكونها تقوم على مخاطبة الطرف الآخر بمصداقية مختلفة، وروح عصرية قد لا توجد في بقية الدول. وخلال الأزمة المفتعلة أصبحت دبلوماسية قطر هي الأكثر تأثيراً في المشهد السياسي إقليمياً ودولياً.. وأصبح الكل يشير إليها بالبنان لأنها كانت تقوم على صدق العاطفة، والعمل النزيه، والتحدث عن الواقع المرير الذي يحدث اليوم في المنطقة، فهي لم تتلون ولم تغير من مبادئها أو قيمها التي تنشدها للعالم. وبجانب كل هذا الجهد، كانت كذلك تقوم بدورها السياسي على أكمل وجه حتى يبقى ذلك الجهد بمثابة علامة مميزة للدبلوماسية القطرية المعطاءة خلال أزمة الخليج.. إذ كانت محايدة، ومنفتحة مع الجميع دون أي تكلف في المواقف السياسية.. وهي ما زالت مصرة على الحوار والجلوس على طاولة واحدة لإنهاء هذا الخلاف المفتعل بين قطر ودول الحصار. وتؤكد الأحداث أن الأزمات المسيسة لم تعد تخفى حيثياتها على أحد، وأن محاسبة المخطئ يجب أن تكون رادعة في هذه المرة، مع عدم التساهل تجاه من حرض ضد دولة قطر حكومة وشعبا، إذ كانت سياسة دول الحصار غريبة الأطوار ولم يتوقعها أحد لأنها جاءت مخالفة للأعراف والشرائع الدولية التي تتبناها المنظمات والهيئات الدولية، سواء كانت القانونية منها أو الحقوقية. وفي حديث سابق لوزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر أكد أن قطر أحبطت مخططاً إماراتياً سعودياً لغزو قطر، وهو ما يشير إلى سوء النوايا والعدوانية الدنيئة لتحقيق مآربها في النيل من قطر. وهو ما جاء في حوار لنائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حيث أشار إلى أن الشعب القطري يحب أميره وقيادته الرشيدة، مشدداً على أن دول الحصار فشلت تماماً في هذه العدوانية. ونذكر هنا ما كان يردده نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري باستمرار أثناء جولاته المكوكية حول العالم، بأن الحصار الذي فرض على قطر كان يسعى لتحقيق بعض الأدوات التخريبية لإخضاع قطر لسيادة الغير والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو من الأمور المرفوضة جملة وتفصيلاً. وهذا يؤكد حقيقة مفادها بأن دولة قطر ستظل تكافح وتدافع عن الحق عبر دبلوماسيتها الشفافة والعادلة لإعادة الأمور إلى نصابها، خاصة أن الخلاف هو خلاف بين الأشقاء، والمرحلة الحالية تتطلب العمل على تنقية الأجواء وعدم التصعيد لقضية مفتعلة.. كانت جميع الأطراف فيها هي الخاسرة. كلمة أخيرة مبدأ المساواة بين جميع الدول هو العامل المطلوب دائماً لحل الأزمة الخليجية بالرغم من أن المؤشرات تؤكد أن الولايات الماحدة قد دخلت على الخط لإنهاء الأزمة قريباً وهو ما كان يتوقعه الكثير من المحللين عبر انعقاد القمة الخليجية - الأمريكية قريباً في كامب ديفيد كما تردد، خاصة أن قطر أظهرت جهودها البارزة في مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع المجتمع الدولي.