18 سبتمبر 2025

تسجيل

مسرحنا إلى أين؟ (1)

06 فبراير 2016

مع بداية العام الجديد، تتعدد الفعاليات المسرحية العربية في جل العواصم العربية، ولكن لمهرجان الهيئة العربية للمسرح طعم ومذاق آخر، من خلال الانتقال المكاني عبر العديد من العواصم العربية، هذا العام حطت الرحال في دولة الكويت، واحتضنت الكويت الدورة الثامنة بعد العديد من العواصم وكان لنا شرف استضافة الدورة الخامسة، إنني لن أتحدث عن العروض المسرحية العربية ولا عن الورش والندوات، ولكن أتحدث عن ظاهرة خاصة بالهيئة العربية للمسرح، عن ظاهرة إماراتية خالصة.ظاهرة هي الأجمل والأحلى منذ أن شاهدنا جميعاً تأثيرها على الواقع المسرحي في الإمارات، منذ دورة – الرباط – العاصمة المغربية. دعوة ما يزيد على مائة أو أكثر من المشتغلين بالمسرح إلى حضور الفعاليات. وهذا الجمع الإماراتي لا يرتبط بجيل واحد. ولكن من كل الأجيال. ومع كل المنتمين إلى المدن والممارسين لكل التخصصات والمشتغلين بكل عناصر العرض المسرحي. كل هذا من أجل الاحتكاك بالآخر. والاستفادة من تجارب الآخر. من شرق وغرب الأمة العربية. لأن هذا سوف يصب في نهاية المطاف في مصلحة الفنان، أتذكر الآن الدور المهم الذي كان يقوم به ذات يوم الدكتور خالد الملا والفنان القدير سلمان المالك من حيث المشاركات عبر الجيل الجديد في كل فعالية عربية محلية كانت أم عربية.هذا الإطار الذي تلاشى تأثيره، وأصبح الاحتكاك مقصورا فقط على المسؤولين.. وليذهب طموح أبنائنا أدراج الرياح!إن الفعاليات المسرحية مع تعددها عبر العواصم العربية، الغائب الأكبر المسرح القطري، اللهم عبر نشاط فردي يقوم به الصديق سالم المنصوري أو الفنان طالب الدوس أو الفنانة حنان صادق.. الآن هناك حلم يراودنا أن يلعب الفنان القدير سلمان المالك دوراً في إعادة الحياة مرة أخرى لتلك المشاركات من أجل الاحتكاك بالآخر والاستفادة من تجارب الآخرين.. إن أي تجمع مسرحي بلا شك يخلق دافعاً للمسرح حتى يعرف موطئ قدميه.. ويشكل إطاراً تكاملياً للتعاون كما نلاحظ مثلاً الدور الملموس الذي يلعبه في كل موسم الفنان المغربي القدير يوسف العرقوبي في رسم ملامح العديد من الأعمال المسرحية ويقف خلف فنان محلي بجهده وأفكاره!!مثل هذا الاحتكاك بالآخر. فرصة حقيقية لاكتشاف الذات، وإلى أين وصلنا بالمسرح وسط المسارح العربية وتقديم الدليل أن مسرحنا ما زال يتنفس رغم كل الظروف والمعوقات، لأن هناك من يؤمن بالمسرح القطري.