11 سبتمبر 2025

تسجيل

صفات اليهود في القرآن الكريم

06 فبراير 2016

التطاول والاعتداء باللسان على الأنبياء والمرسلينقال صاحبي: فالذين فعلوا هذه الأفاعيل، لا يستنكر عليهم مثل هذه الخصلة القبيحة، حيث لا يتورعون عن سب أنبياء الله ورسله، والكذب عليهم ودس القصص الخبيثة عن الرسل وأهليهم، منها:* مثل تقولهم على عيسى ومريم – عليهما السلام – كما قال تعالى: "وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم"، (النساء: 156-157).* قال ابن عباس والجمهور في قوله: "وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما". يعني أنهم رموها بالزنا!* قال ابن كثير رحمه الله: وهو ظاهر من الآية، أنهم رموها وابنها بالعظائم، فجعلوها زانية وقد حملت بولدها من ذلك! وزاد بعضهم وهي حائض! فعليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة.* "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله" أي: هذا الذي يدعى لنفسه هذا المنصب قتلناه! وهذا منهم من باب التهكم والاستهزاء.* كقول المشركين: "يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون".* ومن ذلك أنهم كانوا يخاطبون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بما لا يليق ولا يجوز، واتخذوا من سلاح المراوغة والمخادعة سبيلا لإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا يلوون ألسنتهم بالكلام السيئ، كما حكى القرآن الكريم عنهم ذلك ونهى المؤمنين عن مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم بمثل ألفاظهم، قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم"، (البقرة: 104).* فقولهم "راعنا" يوهمون السامع فيه بأنهم يقصدون المراعاة والإمهال، أو تدبير المصالح، وهم يريدون في الحقيقة الرعونة! وهي الحمق والخفة! عاملهم الله بما يستحقون، فنهى الله تعالى المؤمنين عن استعمال هذه الكلمة حتى لا يتخذها اليهود وسيلة إلى إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم والتنقيص من شأنه.* قال الحافظ بن كثير: نهى الله تعالى عباده المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم.* وهذه الآية كقول الله تعالى: "من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير سمع وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا"، (النساء: 46).وتم بحمد الله.