30 أكتوبر 2025

تسجيل

الحرب الأمريكية على القاعدة في اليمن

06 فبراير 2016

قبل يومين، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من قتل القيادي في تنظيم القاعدة جلال بلعيدي الملقب بـ"أبو حمزة الزنجباري" في غارة لطائرة دون طيار في منطقة مراقشة الجبلية في محافظة أبين جنوب اليمن. جاء ذلك عقب سيطرة التنظيم على مدينة عزان في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد. وقد برزت شخصية بلعيدي إلى واجهة الصراع مع القوات الحكومية في 2011 بعيد هيمنة عناصر القاعدة على محافظة أبين، حيث عيّن بعد ذلك أميرا لها كولاية تابعة للتنظيم. وينسب له أتباعه المسؤولية في شن عدد من الهجمات الواسعة ضد مقرات عسكرية ومدنية تابعة للحكومة اليمنية. وقد أشاد في أغسطس 2014 بأفراد مجموعة مسلحة في القاعدة قامت بقتل 15 جنديا يمينا بعد خطفهم في محافظة حضرموت.باغتياله تكون الولايات المتحدة أزاحت عضوا جديدا من القيادات المطلوبة لها في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية المصنّف في أعلى سلم الخطر في قائمة فروع القاعدة حيث أعلنت واشنطن في أكتوبر 2014 عن مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقال بلعيدي. كما تمكنت قبلاً من قتل ناصر الوحيشي زعيم التنظيم في اليمن والرجل الثاني في تنظيم القاعدة العام بعد أيمن الظواهري، في يونيو 2015 بطائرة دون طيار قبل أن يحلّ محله قاسم الريمي الذي يقود التنظيم من حضرموت التي سيطر عليها أنصاره منذ أبريل 2015.عدد الضربات الأمريكية في اليمن بلغت أكثر من 120 ضربة منذ العام 2002 وإلى يومنا هذا. وقد تكثف بشكل ملحوظ منذ بدء العام الجاري حيث بلغت 36 عملية، مستهدفة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية. وقد أعطت الولايات المتحدة أهمية قصوى لمواجهة تنظيم القاعدة في اليمن بعد تصدر أنور العولقي الأمريكي الجنسية قيادة التنظيم. وتولت المخابرات المركزية الأمريكية مهمة جمع المعلومات وتحليلها وتنفيذ الضربات المطلوبة مستخدمة قاعدة سرية للطائرات دون طيار، أنشئت في المنطقة في ديسمبر عام 2009. وكان باكورة عملها اغتيال العولقي رفقة الخبير الإعلامي في تنظيم القاعدة سيمر خان في سبتمبر 2011.ورغم الإعلان عن مقتل أكثر من 60 عنصرا من القاعدة في اليمن إلا أن هذه الضربات لم تثن التنظيم عن الاستمرار في عملياته ولم تؤثر في هيكليته ولا في قدرته على التحرك. فقد تم اغتيال العقيد عبد الجابر عبد الرزاق، مدير التدريب في الشرطة العسكرية في العاصمة صنعاء بعد يوم واحد من اغتيال مدير استعلامات الاستخبارات اليمنية العقيد محمد العريج.نجح تنظيم القاعدة في استغلال حالة الفوضى السائدة في اليمن منذ تفجر الصراع بين الحوثيين وقوات الرئيس هادي في مارس 2015، ليستولي في الشهر التالي على المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت. وتمدد التنظيم إلى مناطق يمنية أخرى إذ تمكن في الأيام الأخيرة من السيطرة على مدينة عزان التي تربط بين مدينة عتق عاصمة شبوة وكبرى مدن محافظة حضرموت المكلا.وإزاء عجز واضح أمريكي ويمني في مواجهة تنظيم القاعدة الذي نشأ عام 2009 باندماج الفرعين السعودي واليمني للقاعدة، فقد برز تنظيم الدولة الإسلامية كمنافس شرس للقاعدة. ووقعت صدامات بينهما لكنها لم تصل مستوى الصراع المفتوح كما هو حاصل في سوريا. وقد قام تنظيم الدولة في الأشهر الأخيرة بسلسلة هجمات خاصة في عدن العاصمة "المؤقتة" للحكومة. وكانت أولى هجماته في اليمن في 20 مارس 2015 عندما استهدف مسجداً يرتاده الحوثيون في صنعاء مخلفاً 142 قتيلاً قبل أن يوسع نطاق عملياته في الجنوب، حيث تبنى في 6 أكتوبر4 هجمات انتحارية استهدفت مقر الحكومة ومقار للتحالف العربي، وفي 6 ديسمبر الفائت تبنى تفجيرا بسيارة مفخخة أدى إلى مقتل محافظ عدن. ومع تطور الأحداث في اليمن بات من المرجح أن تنظيمي القاعدة والدولة لم يعد من الممكن القضاء عليهما عسكرياً. ومصير العمليات الأمريكية آيلة إلى الفشل هناك إذا ما اقتصرت إستراتيجية المواجهة على الطائرات دون طيار فقط.