17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فجعت - كما فجع غيري- مساء يوم السبت 4/4/1436هـ برسالة تنبئني بوفاة الصديق العزيز الدكتور محمد بن علي الهرفي الذي عرفته أولاً من خلال كتاباته الجادة وقلمه الرصين وحسه الإسلامي العميق، ثم توثقت الصلة به من خلال اللقاءات في عدة مؤتمرات إسلامية، فلا نقول إلا ما يرضي ربنا، ولا حول ولا قوة الا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.قُدر لي أن ألتقي بالدكتور الهرفي عليه رحمة الله آخر مرة في المؤتمر الذي عقدته الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت عن " المرأة في العمل الخيري "في أواخر شهر صفر الماضي، وكان مشاركاً بحضوره وبتعليقاته التي لم تكن كثيرة -كعادته- لكنها متميزة ورصينة ومختصرة، وكنت أحب دائماً أن استمع إلى تعليقاته لما أرى فيها من سعة الأفق وجودة علم مع هدوء وتواضع، فلا يفرض على المقابل ما لا يرغب فيه، ولا يبدهه بسوء، ولا يصيبه بما يسوؤه من القول .كان الدكتور الهرفي بقلمه من أبرز كتّاب المقالة في المملكة ومنطقة الخليج، وهو متميز بحسه الإسلامي ونظرته الشاملة وحرصه على إثارة مكامن الخير في الأمة .ومن آخر ما قرأت له ما كتب في صحيفة (الشرق- 20/1/2015م) عن حادثة الصحيفة الفرنسية، ومما قاله فيها: " الغالبية العظمى من المسلمين أدانوا تلك الرسوم وعدوها عملا عدوانيا مسيئا لكل المسلمين، وقلة شاذة لأخلاق لها بررت تلك الفعلة بنفس تبرير حكومة فرنسا الكاذب وهو حرية التعبير المكفولة للجميع!! "، وتابع قائلاً : "عندما تسمح فرنسا بالإساءة لرسولنا ألا تعرف أنها سمحت بالإساءة لكل مسلم على وجه الأرض؟! أولا تعرف أيضا أنها عادت كل المسلمين دون استثناء؟!! وعندما يقولون: إننا لا نعادي المسلمين وإنما الإرهابيين فقط، فهل سيصدقهم أحد؟! وإذا كان البابا يقول إنه سيصفع من شتم أمه فماذا سيقول المسلمون وهم يعتقدون أن رسولهم أحب إليهم من أمهاتهم وآبائهم والناس أجمعين؟! " .وكتب في ( الشرق: 30/9/2014م ) تحت عنوان (سقوط صنعاء هل يعيد دولة العبيديين ؟) يقول " سقطت صنعاء ولم نسمع لسقوطها دويا، ولا حتى عبارات الاستنكار المعتادة، ولم يتحدث الإعلام العربي عن الجرائم التي ارتكبها الحوثيون قبل وبعد السقوط، لقد ارتكب هؤلاء جرائم مروعة في حق مخالفيهم، فقد فجروا دور تحفيظ القرآن الكريم ومراكز الحديث الشريف، كما هدموا مساجد مخالفيهم في العقيدة وفرضوا على بعض المساجد أئمة ممن يتفقون معهم في المعتقد."ومن شاء فيطلع على كتاباته في جريدة الشرق على موقعها على النت، وسيجد أن في المقالات شيئاَ كثيراَ مما ذكرت من ميزات علمية ورصانة مهنية وحس إسلامي مشكور.كان الهرفي مثالاً للتواضع في هدوئه وأخلاقه وقلمه، ولكنه إذا تكلم نطق عن علم وفهم، وتجد أن كتاباته تتميز بهذا العمق من متابعة لما يُكتب وقراءة عن الحدث الذي سيكتب عنه وسؤال عنه عند أهله، وقد اتصل بي عدة مرات في السنوات الماضية مستفسراً عن معلومات في العمل الخيري يزمع الكتابة عنها.إذا رأيت الدكتور الهرفي ذكرت زميله الدكتور عبد الإله المؤيد الذي رحل أيضاً بصمت في رمضان عام 1434هـ، وكان المؤيد رجلاً من رجالات العمل الخيري في المملكة ومنطقة الخليج، وكانت ابتسامته لا تفارق محياه، وإني لأرى صورته ماثلة أمام ناظريّ بعد فراق مر عليه عام ونيف، كان الهرفي كاتباً وأستاذاً جامعياً، وكان صديقه المؤيد رجل ميدان .فاللهم يا رحمن يا رحيم اغفر للدكتور محمد بن علي الهرفي ولعبد الإله المؤيد ولموتانا وموتى المسلمين، وصب عليهم شآبيب رحمتك، وتولاهم بفضلك، وإنا لله وإنا إليه راجعون.