12 سبتمبر 2025
تسجيلمشهد حزين ومقزز شاهده العالم بالامس عبر الفضائيات وتابعه بشجب واستنكار كل اصجاب شبكات التواصل الاجتماعي، عندما نشرت صور حرق الطيار الاردني الشهيد "معاذ الكساسبة" الذي ازهقت روحه وهو حي، وهو لا يستحق كل هذا الجزاء الاجرامي غير المبرر، وكان بالامكان حل المسألة بطريقة سامية ودبلوماسية افضل مما انتهت اليه تلك المأساة لاخراج الشهيد الكساسبة من المأزق الذي حل به وهو بريء منه.وارى ان المسألة ايضا اصبحت اليوم تتعلق في المقام الاول بقضية "التعريف الصحيح بالاسلام" وهل كل ما يرتكب اليوم باسمه يعد صحيحا ام مخالفا لما جاء به؟، وما من شك ان اللجوء الى الاعمال البربرية والوحشية باسم الدين لا يتفق مع القيم والمبادئ التي ينشدها الاسلام وهو بريء منها براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب.وبعد هذه الحادثة الوحشية وغير الانسانية فنحن لا نلوم الغرب وإعلامه الذي غالبا ما يتهجم علينا وعلى ديننا الاسلامي، لانه وجد ثغرة بين ابناء الاسلام ممن يطبقون مثل هذه الاعمال الوحشية التي لا تمت للاسلام بصلة ولا تتفق مع شرائعه السماوية، لان اسير الحرب لا يجب ان يعامل هذه المعاملة المشينة.فالتمثيل بالشخص سواء من المسلمين او من غير المسلمين ليس من صفات الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام ولا يمت للاسلام بصلة، كما ان نشر "ثقافة القتل بالسكاكين والسيوف" عبر وسائل الاعلام الحديثة يزيدنا جهلا ويذكرنا بالقرون الوسطى، ويزيد من مضاعفة احقاد الاخرين علينا كعرب ومسلمين.وبالامس تحدث طالب صافي الكساسبة والد الطيار معاذ الكساسبة، حيث طالب الحكومة الأردنية بالانتقام لابنه ودعا أيضا الأب الأردنيين إلى التحلي بالصبر في مواجهة كارثة حرق ابنه معاذ على أيدي داعش، مشيرا إلى أن هذا هو ديدن الشعب الأردني في التعامل مع الأحداث مؤكدا أنه يشعر بألم كبير من جراء فقدان ابنه. ولا نملك في الختام إلا أن نسأل الله تعالى أن يحتسب معاذ عنده من الشهداء. كلمة أخيرة:عزاؤنا الى والد ووالدة واقارب الشهيد معاذ الكساسبة، وندعوهم وندعو جميع اشقائنا الأردنيين الى التجلد والتحلي بالصبر.. (إنّا لله وإنّا إليه راجعون).