12 سبتمبر 2025

تسجيل

وللحصار.. حكايات (2)

06 يناير 2018

لعل من أغرب الحكايات.. حكاية الإماراتي يوسف السركال.. المسرحية في إطارها العام كوميدي، وفي النهاية واحدة من أبرز التراجيديات من تأليف وإخراج وتمثيل- من يتزعم دول الحصار، كان ذنب السركال الذي صافح رمز رياضي قطري، هكذا بجرة قلم تحول إلى خائن للوطن.. وأن السلطات هناك في انتظار وصوله، ما هذا أيها المذيع المبجل وأنت تكيل اللعنات للرياضي يوسف السركال، هل أنت واع، أو مدرك؟ بجرة قلم تناسيت كل الروابط الأخوية!؟ كيف تناسيت وشائج القربى والدين واللغة والعادات والتقاليد، ماذا سيكون ردك غداً عندما تنجلي الغمة.. كيف تواجه السيد يوسف السركال.. ولكن ماذا نقول، واللعبة قد دخلها مرغماً مثل هؤلاء المذيعين.. كما دخلها المنشدون الذين محوا إبداعاتهم عبر سخافات يؤلفها إنسان لا علاقة له بالشعر أو الشعور.. أيها السادة.. هل تحولنا نحن إلى ألد الأعداء.. أليس هناك من ينظر إلى الأمور بإطار من الحكمة؟ ماذا نقول سوى الله يهديهم، لأنهم في النهاية أولاد خؤولة وعمومة.. ومع هذا فقد تميز الخطاب القطري بالموضوعية، الآن تذكرت لماذا واحد من أصدقاء العمر، ومن المسرحيين كان يتهرب من مصافحة الوفد القطري في مهرجان الكويت للمسرح الشبابي، الطامة الكبرى، أن التهمة كانت بارزة.. الخيانة العظمي.. لماذا؟ لأنه صافح المسرحيين القطريين.. كان ذاك المسرحي المسكين على حق.. أما التهور فكان من جانبنا لأننا باركنا للجميع.. وكان هذا هو الفرق، لم نكن نعي أو ندرك أن الخصام والحصار يشمل كل أوجه الحياة.. وأن الأكذوبة، بأن الفن سمو.. ورقي وإبداع خالد، مجرد كلمات بلا معنى، وأن الرياضة مجال للتنافس الشريف مجرد شعارات بلا معنى، آه.. يا زمن تحوّل كل شيء إلى فقاعات.. وأن الآخر يستعرض عضلاته في كيل الاتهامات لمن يصافح مواطن قطري، دون أن يضع في الاعتبار أن العلاقات الإنسانية والقربى لا يمكن إلغاؤها بقرار جائر، وأن الخليج أسر انشطارية.. من عمان حتى الكويت.. وغداً لناظره قريب.. سيذهب هؤلاء وتبقى سطور التاريخ. .. وللحديث بقية.