19 سبتمبر 2025
تسجيلالأمة العربية والإسلامية بحاجة إلى من يدافع عنها في مثل هذه الظروف السياسية المزرية لعل فوز دولة الكويت الشقيقة أمس في انتخابات الجمعية العامة للأمم المتحدة بمقعد غير دائم لمدة سنتين سوف يسهم مساهمة كبيرة في إعادة الحقوق المنهوبة من القضايا العربية وكشف التآمر عليها، ومنها تحديدا القضية الفلسطينية العادلة بجانب المشاكل والقضايا الإنسانية والحروب والمؤامرات التي تجتاح هذه المجتمعات بانعكاساتها السلبية والكارثية!. والوضع في الأمة العربية والإسلامية يتطلب وقفة مع الذات وبدعم من هذه المؤسسات الدولية لإنهاء الحروب والأوضاع السيئة التي تعشعش في بيئتنا المغلوبة على أمرها بسبب المؤامرات والتدخلات في شؤونها الداخلية والسيادية بدون أي مبرر. وكلنا ثقة: في أن الكويت ستقوم بالدور الإيجابي والمؤثر لتحقيق طموحاتنا، وهي جديرة به، خاصة أن الكويت كانت وما زالت تسعى لرأب الصدع العربي وحل الخلافات بالطرق السلمية المتاحة لإنهاء النزاعات وإيقاف الحروب داخل مجتمعات المنطقة العربية والدولية بأسرها . وقد سعت أيضا في تحقيق العديد من الإنجازات الإنسانية في الفترة السابقة، ولم تقف عند هذا الحد بل سعت إلى لم الشمل بين أقطار الخليج من خلال حصار قطر والسعي لإنهاء هذا الخلاف العارض بأسرع وقت ممكن، وما زالت تؤدي الدور نفسه حتى هذه اللحظة لتقريب وجهات النظر والجلوس على طاولة واحدة للحوار من أجل الحل البناء بين جميع الأطراف . مصر خيبت آمالنا: وإذا عدنا إلى مصر وما قدمته من عمل خلال وجودها في مجلس الأمن قبل مجيء الكويت، فسنجد أنها لم تعمل أي أمر إيجابي خلال السنتين الماضيتين، بل خيبت آمال كل البلدان العربية، وكانت ضعيفة الأداء لإنقاذ الأمة العربية والإسلامية من أزماتها وحروبها الطاحنة التي ما زالت مشتعلة حتى الآن . وهذا بدوره يوجه اللوم لمصر رغم كبر حجمها ومكانتها السياسية بين البلدان العربية، حيث لم تلعب الدور المطلوب منها خلال الفترة المنقضية، ولهذا فإن كل الدول العربية تثق ثقة كبيرة في دولة الكويت الشقيقة لأنها صاحبة مواقف محايدة في الحرص على الوحدة العربية وإنهاء أزماتها وكوارثها الإنسانية بالشكل الصحيح . ملفات ساخنة: ومن هنا فإن الأمل معقود على الكويت الشقيقة في المساهمة بإنقاذ العديد من الملفات التي تحتاج إلى وقفة صادقة لإنقاذ الشعوب من ويلات الحروب والكوارث المحدقة بها والتي لم تعد تحتمل بعد تفاقمها. ومن هذه الملفات: - القضية الفلسطينية - الأزمة السورية - الكارثة الإنسانية في اليمن - الأزمة الليبية - الأزمة الخليجية - ملف الإرهاب في كل دول العالم - تداعيات الخلافات الأفريقية وغيرها . ولهذا فالكويت تستطيع: عبر نجاحاتها السابقة في المجال الدبلوماسي أن تتفوق في هذا الدور الذي أوكل إليها لعبه خلال السنتين المقبلتين لتسهم في تعزيز السلام والأمن الدوليين في شتى أنحاء العالم بشكل عام، والعالم العربي بشكل خاص. وهو ما سيعكس المواقف العربية بكل تأكيد، ولعل أول تلك المواقف ما يتصل بالقضية الفلسطينية العادلة. كلمة أخيرة: من هنا فإن الدور الكويتي سيكون أكثر فاعلية لتأدية رسالته في المرحلة المقبلة. خاصة أن الأمة العربية تعيش الكثير من الخلافات والمآسي الإنسانية، ودولنا بحاجة إلى استتباب الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي بشكل خاص ولكافة القضايا والخلافات السياسية الأخرى في الوقت الراهن، ومنها بكل تأكيد الأزمة الخليجية التي دخلت شهرها الثامن منذ بدأت في يونيو 2017 م .