20 سبتمبر 2025

تسجيل

وحدة الظل

06 يناير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لقد تعجبت عندما رأيت صديقي الذي كان يتحدث مع اللابتوب ويريد منه أن يفتح بسرعة، فسألته عن سبب هذه العجلة، فقال لقد دقت الساعة السادسة تماما وأريد أن أتابع ما ستنشره كتائب القسام عن أكثر وحداتها خطورة والتي وعدت بالكشف عنها في تمام الساعة السادسة قالها على عجل وحمد الله أن المقطع كان في بدايته.بعد مشاهدة المقطع الذي احتوى على عدد كبير من الرسائل الداخلية والخارجية شعرنا كما في كل مرة تنشر فيها كتائب القسام معلومات جديدة بشعور مختلط بين العزة والافتخار بمثل هؤلاء الرجال الذين يقدمون أروع النماذج في التضحية والفداء والسرية والكتمان لمدة طويلة.لقد عرض المقطع مشاهد جديدة من تفاصيل حياة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي كان أسيرا لمدة 5 سنوات في غزة، فمن جهة أظهر الفيديو حسن المعاملة وفق تعاليم الدين الإسلامي مع الأسرى في الوقت الذي تحاول جهات عديدة في منطقتنا تشويهه بممارساتها وهي تدعي حمل راية الإسلام. وقد رأينا من خلال المقطع الشباب الآسرين يقدمون الطعام والشراب للأسير الصهيوني ويسمحون له بمشاهدة التلفاز ويتناولون الطعام معه رغم أنه كان في دبابة تقصف مناطق قطاع غزة.ومن جهة أخرى فقد حمل المقطع رسالة تحد كبيرة أظهرت عجز أجهزة الاستخبارات الإسرائيلي فقد أظهرت الصور أن شاليط قد قام بشوي الدجاج على شاطئ بحر غزة وأنه قد ذهب إلى أحد الأماكن الزراعية فيما بدا أنه كان يتناول الطعام في أحد البيوت بمعنى أن الجندي الأسير شاليط لم يكن تحت الأرض في كل الفترة على الأقل أو في خارج قطاع غزة كما أشاعت المخابرات الإسرائيلية لتغطي على عجزها وفشلها.أما بخصوص الشهداء الذين كشف عن أسمائهم والذين رافقوا شاليط لمدة 5 سنوات ولم يتحدثوا بكلمة أو يبوحوا بمعلومة حول الجندي الأسير حتى لأقرب المقربين إليهم فقد أثبتوا أن الإرادة والكرامة والعزيمة ما زالت موجودة رغم أننا نعيش في زمن التنسيق الأمني. ورغم الحصار الخانق الذي يتعرض له قطاع غزة.لقد استشهد أغلب هؤلاء الشهداء بعد مرور أعوام على تنفيذ صفقة التبادل وأيضا لم يتكلموا عن هذا رغم إتمام الصفقة التي يتمنى كل حر لو أن كان قد أسهم فيها ويفتخر ولو بشيء يسير لكنهم لم يتكلموا أيضا وهو ما أشار بوضوح إلى طبيعة الانتقاء وإلى معادن هؤلاء الشباب ونفوسهم التي لم تتطلع إلى تفاخر أو تباه بالعمل على حساب التزامها بحفظ الأسرار حتى مع أقرب المقربين.وفيما كان أغلب الناس قد سلط الأنظار حول عملية أسر الجندي بتفاصيلها الصعبة وعملية التفاوض السياسي الأصعب مع أكثر من وسيط ها هو جانب مشرق جديد يكشف عن نوع آخر من مراحل العملية وربما يكون الأخطر فيها لأن الفشل في هذه المرحلة يهدم السابق واللاحق، لكنه نجح بتوفيق الله.لم يكن هذا المقطع مقتصرا على الماضي فحسب بل إنه احتوى دلالات مهمة حول المستقبل حيث إن الجيش الإسرائيلي قد فقد جنودا خلال الحرب الأخيرة وما زال يماطل في البدء في صفقة تبادل جديدة لعله يصل إلى معلومة هنا أو هناك، ولعل مفاد الرسالة أنه لا طائل ولا جدوى من الانتظار.أما الحالة التي سادت مواقع التواصل الاجتماعي من التندر على الجندي الذي كان يشوي الدجاج فكان استخفافا بالمنظومة الأمنية الصهيونية كلها وكل ما سخرته من أدوات للبحث عن الجندي كما أنها دلت على المكانة الكبيرة للمجاهدين المحافظين على نقاء صورتهم والتزامهم تجاه قضيتهم وأمتهم.أعتقد أن هذا المقطع قد أوصل رسائل كثيرة في الداخل والخارج على المستوى السياسي والعسكري والأمني وعلى مستوى الروح المعنوية لدى الشعب الفلسطيني والروح المعنوية لدى منظومة الأمن الصهيونية كما أنه بعث برسائل الأمل إلى الأسرى في السجون ورسالة إلى العالم كله حول أخلاق الإسلام كدرس تطبيقي في معاملة الأسير في الإسلام ومهما تعامى من تعامى عن رؤية هذه المشاهد وأراد لها ألا تصل فإنها يوما ستصل. نتمنى من كل قلوبنا أن تتحقق صفقة تبادل جديدة يخرج فيها الأسرى من سجون الظلم الصهيونية.وبالتأكيد ستثبت الأيام لنا إبداعا جديدا لنسبح الله عز وجل الذي مد الظل والذي وفق وحدة الظل وجعل هذه الإنجازات كالشمس دليلا.