11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يعيش العالم الإسلامي منذ نحو 5 سنوات، مرحلة مخاض عسير، فيما يستمر انتشار الفوضى التي بدأت مع مرحلة "الربيع العربي"، وتحيط أزمات جمة مختلف الدول الإسلامية.مما لا شك فيه، أن أحد يعمل على إثارة حالة الفوضى التي تشهدها المنطقة، وأن دولًا أجنبية تعمل بشكل مستمر من أجل الحيلولة دون أن يتعافى العالم الإسلامي، وأن يبلغ درجة من الوحدة والقوة.رغم أن الجميع على دراية بذلك، إلا أن الدول الإسلامية لا تجتمع على طاولة مستديرة واحدة، للحديث عن المشاكل التي تعترضها وتعاني منها، ولا تقوم بإيجاد حلول لتلك المشاكل.القاتل والمقتول مسلمون، والسلاح غربيعندما يكون القاتل والمقتول مسلمين، وتكون البلدان المصدرة للسلاح هي بلدان غير مسلمة، فلا يتمنى أحد أن تنتهي الحرب بيننا.ارتفعت في بلدان العالم الإسلامي مشتريات الأسلحة خلال السنوات الخمس الماضية إلى 74%. فيما ارتفعت نسبة مبيعات الأسلحة في روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بنسبة 47%. لذا، لا ينبغي لأحد أن يتوقع بأن هذين البلدين، يرغبان بإنهاء بيعهما للأسلحة.اليوم، تتحارب الدول الإسلامية مع بعضها البعض، إما مباشرة أو بشكل غير مباشر، ولا نجد دولة مسلمة واحدة، تقف على طرف نزاع مع الدول الغربية، أو دول غير مسلمة.وفي ظل أجواء الفوضى هذه، لا يمكننا التنبؤ بمدى حالة التخلف التي وصلنا لها مقارنة بالغرب، فدول مثل سوريا، واليمن، والعراق، وأفغانستان، أصبحت بلدانا من ركام. كما أن حالة التدهور الاقتصادي والسكاني والثقافي في الشرق الأوسط، أعمق بكثير مما نتصور. الحرب الطائفية تعبر عن "القيامة الصغرى"لسنوات، ونحن نتخوف من تحول حالة الفوضى والصراع المستمرة في المنطقة، إلى حرب طائفية بين المسلمين، لاسيما وأن شكل الصراع الذي حصل في سوريا والعراق واليمن بشكل خاص، كان ينذر بتحول الصراع إلى حرب طائفية.لعبت إيران دور البطولة في تأجيج هذا الصراع، ومع مساندة كل من روسيا والصين لحليفتهما إيران، أخذ الصراع يكتسب بعدًا أكثر خطورة. وتأتي كل من تركيا والمملكة العربية السعودية، على رأس البلدان التي تضررت بشكل كبير من حالة تأجيج الفوضى والصراعات في المنطقة.في الواقع، إن الأحداث التي بدأت مع تنفيذ المملكة العربية السعودية حكم الإعدام بحق "نمر النمر" بعد إدانته بالتورط بقضايا إرهابية، أظهرت بشكل جلي حجم الاحتقان الطائفي الموجود في المنطقة، وخطره الذي يهدد المنطقة برمتها.إن الهجمات التي استهدفت الممثليات الدبلوماسية السعودية، وحرق المساجد، وقطع العلاقات الدبلوماسية، كل هذه الأمور تعبر عن سياقات جدية، يجب أن تبعث في قلوبنا الرهبة والخوف على مستقبل المنطقة. النار تحرق الجميعيعتقد وجود 130 مليون شيعي، في العالم الإسلامي الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليار و300 مليون نسمة،إن الحرب الطائفية، تشكل يوم قيامة صغرى بالنسبة للمسلمين، وفيما لو اندلعت حربٌ طائفية على نطاق واسع، فإن تلك الحرب لن تبقى منحصرة في منطقة معينة، بل ستمتد إلى جميع البلدان ، وستحرق (كما في سوريا والعراق) الأخضر واليابس. على الجميع، أن يسخروا جميع جهودهم من أجل إخماد هذا الحريق، والتعامل مع الأحداث برباطة جأش أكبر، وتغليب أعلى درجات الحس السليم. وليس لأحد أن يخمد هذا الحريق من خلال تشويه سمعة المذهب الآخر، وشتم ولعن قيمه المقدسة، فيما هكذا تورد الأبل. إن العالم الإسلامي يواجه قيامة حقيقية، والظروف الموضوعية لهذه المرحلة تضع جملة من المهام على عاتق كل فرد منا.