19 سبتمبر 2025

تسجيل

عن حياة كلها لهاث..

06 يناير 2015

أجلست يوماً مع نفسك في خلوة وتفكرت بعض الشيء فيما مضى من حياتك، وما هو آت بعد قليل من الدهر قصير، وما أنت فاعله أو تخطط له؟ لا أشك أن قليلين منا من يقوم بذلك الأمر، وربما أن كثيرين تجيء إليهم الفكرة فيتم تسويفها الى حين، وهذا الحين عادة يبتعد ويبتعد ما لم تعض عليه بالنواجذ ، فهو لن يأتيك ولن يتوقف عن الابتعاد عنك، الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا!! حاول أن تبدأ وتحلل هذا الكلام وتحاول تفسير بعض ما جاء، وتطبقه على حياتك وممارساتك اليومية.. ألا تجد أن حياتك بالفعل غير متزنة وأنك ربما اقتربت من خطر كبير لا تستشعره الآن كثيراً، أو لعلك تعيش في الخطر وأنت لا تدري؟لاحظ معي الآتي.. أغلبنا يقضي الوقت الأكبر من يومه لعمله، سواء كان خاصاً أو لغيره، فيما بقية الوقت غالباً ما تكون مرتبطة بصورة وأخرى بعمله أيضاً، حتى وقت فراغاته القليلة، يكون مشغولاً بالتفكير فيما قام به في عمله، وما هو بصدد القيام به بالغد وبعد الغد وربما الأسبوع القادم!! وبالطبع تأتي علاقاته الأسرية والاجتماعية ضمن الهوامش من الأوقات، كما الحال مع صحته التي وهو في تلك الحالة، غالباً لا يعرف أخبارها ولا إلى أين هي تسير به.. نعم، تجده لا يهتم بصحته طالما أنه يتحرك وفيه طاقة تجعله يفكر ويعمل!! أليس أغلبنا يعيش هكذا حياة أو هكذا أسلوب حياة؟لا يقوم أغلبنا بأدنى تفكير أو توجيه بعض الطاقة لصحتنا والترتيب لها واتخاذ اللازم من الأمور والإجراءات للعمل على ديمومتها واستمراريتها بنفس الكفاءة.. أغلبنا غافلون عن هذا تماماً، مثل غفلتنا عن المشاركة في المجتمع أيضاً بما ينفعه، ليعود بالضرورة ذاك النفع علينا بشكل وآخر.. أضف إلى تجاهلنا لمسألة "وإن لنفسك عليك حقا" كما في الحديث، نهتم برفاهية النفس وسعادتها والترويح عنها.نعتقد أن سعادتنا ورفاهيتنا ومتعتنا في إنجاز أعمالنا وإسعاد رؤساءنا.. أما الأهل والأقارب والأصدقاء أو نفوسنا التي بين أجنابنا فلا يهم، إن أسعدناهم أم لا، وهم في الحقيقة الذخيرة الباقية لنا حينما لا نجد رئيساً أو مديراً، أو حينما وبقدرة قادر نجد أنفسنا خارج العمل بقرار إداري ولأي سبب من الأسباب..أبعد كل هذا، يمكن للمرء منا القول بأن حياته مستقرة وأنه بعيد عن الخطر؟ إنه سؤال واحد فقط أختم به حديثي اليوم: حاول أن تجيب عليه الآن وبنفسك، دون الاستعانة بصديق أو حذف إجابات.هل حياتك متزنة؟