19 سبتمبر 2025

تسجيل

إعادة تفعيل الرقابة

06 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عندما تدلف إلى تلك المطاعم التابعة للفنادق الكبرى تجد قائمة الطعام وأصنافه مكتوبة بالإنجليزية دون العربية، وحتى بعض الجهات الرسمية عندما تنشر خريطة توضيحية ما في الصحف اليومية ترى أسماء الشوارع والعلامات البارزة للمكان مكتوبة باللغة الإنجليزية ! تسير في الشوارع وتمر بك إحدى حافلات النقل العام (مواصلات ، كروة)، أو سيارات الأجرة الصالون (كروة، ليموزين، إجارة ..إلخ)، وحافلات نقل طلاب المدارس، ومنها المدارس الأجنبية، فيتبادر إلى الذهن سؤال مشروع، لماذا التعريف بها بالإنجليزية فقط (School Bus ) ، ولماذا لا يكتب على وسائل المواصلات بمجموعها باللغة العربية للتعريف بها إلى جانب الإنجليزية ؟تمر بالمجمعات التجارية (المولات) والجمعيات الاستهلاكية والأسواق والمخازن المتعددة الأغراض في كل مناطق الدوحة، وتدلف إلى داخلها، فتصاب بالذهول لغياب اللغة العربية عن المعروضات، مع أن بالإمكان "زج" العربية إلى جانب الإنجليزية على المعروضات والأسعار، وتقف لتدفع قيمة مشترياتك فتجد على الصندوق موظفات فلبينيات، أو من جنسيات أخرى مع غياب تام للعنصر العربي !ولعل الخطر الداهم على أولادنا وأطفالنا يتأتى أيضا من الخدم العاملين في البيوت وجلّهم من الآسيويين والآسيويات والأفارقة، ومن العمالة الوافدة غير العربية، حيث تترك العائلات أطفالها بين أيديهم وهم أصلا لا يجيدون التحدث بلغتنا العربية، ولا بأي من لهجاتها العامية، إلاّ بكلمات وألفاظ ركيكة، فينشأ الطفل ضعيفا في لغته وتزداد المأساة في المدارس الأجنبية التي تلحقه عائلته بها، حيث التدريس غالبيته باللغة الإنجليزية، ومن هنا يبدأ الاغتراب النفسي الذي يعيشه أبناء العروبة عن هويتهم وثقافتهم وتاريخهم، وفي المقدّمة منها لغتهم القومية . تصاب بالعجب والدهشة وأنت تسير في شوارع الدوحة والوكرة على سبيل المثال، من كثرة الأخطاء اللغوية سواء بالعربية أو الإنجليزية المكتوبة بها اللوحات التجارية للمحلات والشركات والمصانع والمطاعم ...إلخ، وعندما تستفسر عن السبب يكون الجواب بأن غالبية الخطّاطين من الجاليات الآسيوية، وبالتالي فهم يرسمون الحروف سواء العربية أو الإنجليزية رسما، وليس وفق معرفة دراسية بهذه اللغات .كانت وزارة التجارة قد أصدرت تعليمات واضحة ومبيّنة إلى ذوي العلاقة تلزم باستخدام اللغة العربية في توضيح المأكولات بأنواعها المقدّمة إلى الزبائن إلى جانب اللغة الإنجليزية، لكن المشكلة ليست في إطاعة هذه التوجيهات الرسمية فقط، بل بالمتابعة من قبل الجهات الرسمية بالوزارة لمعرفة مدى الالتزام تحت طائلة العقوبات،... ونأمل من لجان الرقابة والمتابعة أن تنشط مجددا للتأكد من الالتزام بالقوانين . إذن مشكلتنا في الأساس من العمالة الأجنبية الوافدة وثقافاتها المختلفة عن ثقافتنا العربية وحتى عاداتنا وتقاليدنا، ويمكن معالجة هذا الأمر بمنتهى السهولة ..فمثلا على حكوماتنا العربية الاعتماد بالدرجة الأولى على العمالة العربية وخاصة في المؤسسات الخدمية التي لها علاقة مباشرة بالجمهور، وإن لم يتوافر ذلك فلا ضير من الاستعانة بالعمالة الأجنبية على أن تتعلم لغتنا وتتعرف على عاداتنا .تلاحظ العامل الأجنبي الوافد يحدثك بالإنجليزية، مع أنها ليست لغته الوطنية، والأحرى بجهات استقدام هذه العمالة أن تضع شروطا من بينها تعلم اللغة العربية، وللمفارقة بين هنا وهناك، لا يشاهد الزائر والسائح سواء كان تاجرا أو سائحا، من رجال الأعمال، الطلبة العرب الدارسين في دول أوروبا أو في الولايات المتحدة الأمريكية على سيارات الأجرة سوى كلمة ( Taxi ) ، وكل اللافتات الدالّة على وسائط النقل الأخرى والمطاعم والمقاهي والفنادق وأسماء الشوارع ومحطات المترو والمتنزهات ووزارات الدولة مكتوبة باللغة الإنجليزية فقط دون اللغات الأخرى، وحتى في دول آسيا يعتزّون بهويتهم .. . فلماذا نحن نغترب عن لغتنا ؟