13 سبتمبر 2025
تسجيلدورات كأس الخليج بلورت العديد من الأمور في إطار كرة القدم. وأخرجت اللعبة من إطارها البدائي والبسيط إلى عوالم أرحب، كان الاحتكاك كما ذكرت سابقاً بين بعض الفرق ذات الارتباط العضوي ببعض الأندية، نعم في المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر وجدت الأندية، ولكن من يعود إلى فترة الستينيات هنا يكتشف الإمكانيات المحدودة، والفرق التي تدعم ذاتياً. كان ظهور دورة كأس الخليج انقلاباً بكل المقاييس. بدءاً بالاعتماد على المنهجية والتفكير المستقبلي للرياضة، والتطلع إلى التنافس الشريف. ثم الانطلاق إلى العالم الأرحب، مثل كأس آسيا وكأس العالم. هذه الخطوات لم يأت من فراغ ولكن لأن القائمين على الرياضة قد اكتشفوا قيمة كرة القدم عالمياً من هنا فإن استقدام المدربين والفرق الشهيرة كان جزءاً من الإطار العام. الآن أعود سنوات وسنوات إلى الوراء، وأتذكر حادثة من حوادث الزمن الجميل، كنت مذيعاً في إحدى المباريات في استاد الدوحة، وكانت المباراة مع فريق النادي الأهلي القاهري، كان مدير الكرة في تلك الفترة الكابتن صالح سليم، فطلبت منه أن يكون ضيفاً على الميكروفون في فترة الاستراحة، ورحب بالأمر، ولكن عندما أطلق الحكم صافرة انتهاء الشوط الأول، ذهبت إليه وأنا أتحدث عن واقعة قبل أربعة عقود أو أكثر. رفض كان الأمر بالنسبة لي صدمة، خاصة وعملية الانتقال أمر صعب. ومن أين أحضر ضيفاً آخر. فوقعت في حيص بيص. وأنقذ الموقف أحدهم بمبادرة مني في أن يقول ما يفتح الله عليه. وهكذا تحوّل ذلك الإنسان إلى صحفي في إطار الرياضة واسم حمل الكثير من الأسرار حول كرة القدم، كما أن جمهور تلك الفترة لا ينسى زيارة سانتوس البرازيلي ومباراته مع النادي الأهلي ونادرة حصول الجوهرة السمراء بيليه على إنذار من قبل أستاذنا الحكم وحارس مرمى فريق المعارف في عصره الذهبي الكابتن عاهد الشنطي. إن دورة كأس الخليج نقلة نوعية في الحراك الرياضي عبر كل العواصم الخليجية وقدمت للساحة الرياضية اللاعب والإداري، والمدرب، والحكم والكاتب والناقد، لأن الدورة كانت ثورة. نعم الآن من يحسب مع الأسف حساب الربح والخسارة، ولكن في تصوري وأنا قد رافقت الدورة منذ البدايات الأولى، أرى أن المكتسبات لا تقارن، خلق هذه الوشائج بين الأهل والأقارب في دول المنطقة، وإلاّ لم يصل الصديق الأستاذ محمد بن همام العبدالله إلى أعلى المراتب، ولما حصدنا خليجياً هذا المنجز الرياضي عبر المشاركات الآسيوية. الآن نحن في انتظار المزيد من المكتسبات عبر الدورة رقم (21) في مملكة البحرين، وللحديث بقية.