11 سبتمبر 2025

تسجيل

فزعة المثقفين

05 ديسمبر 2023

انطلاقًا من أن المثقف لايمكنه بحال أن ينعزل عن محيطه، بل يجب عليه أن يكون متفاعلاً معه، فإننا نستحضر هنا الدور الثقافي الذي يبدو عليه المشهد الثقافي المحلي تجاه ما تتعرض له غزة من عدوان غاشم، إذ لم ينكفئ المثقفون القطريون على ذاتهم، بل تفاعلوا مع ما يجري من ممارسات وجرائم بحق الأشقاء في غزة، وهم يتعرضون لجرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث. الحضور الثقافي المحلي هنا، جاء رفضاً وتنديداً وتعبيراً بحق عن الدور الذي يبنغي أن يكون عليه المثقف تجاه ما تتعرض له أمته، باعتبار المثقف ضمير الأمة، المعبر عن طموحاتها، والراصد لأحلام أبنائها، عبر منتج ثقافي، ظهر جليًا في ذلك الحراك الإبداعي تجاه نصرة القضية الفلسطينية، ودعم الأشقاء في غزة. وتجلى ذلك في تلك القصائد التي أنتجها العديد من الشعراء القطريين، علاوة على تلك الأعمال الفنية التي أنجزها الفنانون القطريون، بالإضافة إلى تفاعلهم مع الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، التي حرصت على أن تواكب ما يجري من اعتداءات وحشية على الأشقاء في غزة، ليكون للكلمة دور، وللريشة انجاز، وللتفاعل أهمية، وللفن حضوره. المؤسسات الثقافية ذاتها، مازالت حاضرة وبفاعلية لتوثيق ما يجري، ولتقديم الدعم الثقافي اللازم تجاه واجب النصرة والدعم. وهنا أستحضر تلك الروح الفنية التي تحدث بها الفنان الكبير حسن الملا، عندما سألته عن أعماله التي يشارك بها في معرض الفن التشكيلي، الذي تقيمه جماعة الفنون التشكيلية القطرية في نادي الجسرة حاليًا، فإذا به يجيب مسرعًا، «نصف أعمالي التي أشارك بها في المعرض تدعم القضية الفلسطينية، منها ما أنجزته قبل 30 عامًا مضت، دعمًا للقضية الفلسطينية، كونها جُرحًا ما زال ينزف». على هذا النحو، يعيش المشهد الثقافي المحلي مواكبًا لما يدور حوله، متفاعلًا معه، معبرًا عنه، لاسيما وأن للثقافة تأثير كبير في تعزيز الوعي بأهمية القضية الفلسطينية، وفضح جرائم العدوان، في ظل المحاولات البائسة التي يسعى الاحتلال من خلالها لتمرير سرديته الزائفة، والتي سرعان ما كشفها الرأي العام العالمي، انطلاقًا من الضمير الإنساني، الذي أصبح يحرك الجميع من أصحاب القلوب، وممن يملكون عقلًا يفرقون به بين الحق والباطل، ويميزون به بين الصالح والطالح.