13 سبتمبر 2025
تسجيلنجحت الشقيقة قطر في استضافة وتنظيم أهم حدث رياضي في العالم مع كل ما يتطلبه ذلك من استعدادات استثنائية على مدار 12 عاماً ذهب جلّها لبناء دولة حديثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى (مطار دولي، ميترو يتفوق على أحدث طراز، طرق وجسور، متاحف، بالإضافة لبناء عشرات الفنادق الفخمة...إلخ). لقد وضع مونديال كأس العالم قطر في مكانة مميزة على خريطة العالم وخلّد اسمها في سجل الرياضة العالمية، وهو حلم كانت ومازالت تطمح اليه الكثير من دول العالم. وما يزيد المونديال جمالاً هو اعتزاز الأشقاء القطريين بتراثهم الثقافي حيث جعلوا اللباس الخليجي شعارا للمونديال، وقاموا بحملات تعريفية بذلك التراث للجماهير القادمة من كل حدب وصوب، وأجبروا شعوب العالم - المشاركة بالمونديال - على احترام ذلك التراث من خلال التطبيق الصارم لقوانين البلاد التي تجرّم الشذوذ والمجاهرة بالخمور. ومما يثير الاعجاب هو استثمار القيادة القطرية لهذا الحدث الضخم للتعريف بالاسلام والثقافة الإسلامية ابتداءً بافتتاح المونديال بآيات من القرآن الكريم ورفع الأذان عالياً، واستضافة عدد من الدعاة المعروفين بالسمعة الحسنة، وطباعة المنشورات بعدة لغات للتعريف بالدين الإسلامي. لقد اعتز الأشقاء القطريون بهويتهم الإسلامية، فأعزّهم الله ورفع ذكرهم بين أمم العالم، رغم حملات الاسلاموفوبيا الحاقدة التي حاولت تشويه صورة قطر وما تمثله من هوية عربية اسلامية، وإفشال ذلك الحدث العالمي الذي يعقد في دولة إسلامية لأول مرة في تاريخ كرة القدم. ولأن كان منتخب قطر قد خسر الكأس، فقد فازت قطر بتقديم أفضل نسخة للمونديال منذ اطلاقه قبل 90 عاماً، وفازت بالثبات على مبادئها والحفاظ على هويتها الإسلامية وفازت في تحطيم الصورة النمطية التي طالما وضعت العرب والمسلمين في خانة رعاة الإبل الذين يعيشون خارج الحضارة. لقد كانت قطر نعم الممثل للعرب والمسلمين على المسرح الدولي، ولو كان تنظيم المونديال في دولة عربية أو اسلامية غير قطر، فالله وحده هو الذي يعلم كيف ستكون عليه الحال.