14 سبتمبر 2025
تسجيلحضرت يوم الإثنين الماضي حفل تخريج برنامج الرياديين الاجتماعيين سما نماء الجيل الثالث، وهو حفل سنوي يتم فيه استعراض نتائج مخرجات أفكار شبابية، بهدف دعمهم وتمكينهم عبر تدريبهم على تنفيذ خطط مشاريع اجتماعية ريادية ذات مردود مادي بسيط يخدم المجتمع، ويساهم في تغييره من خلال دراسة الواقع وتقديم الأفكار والحلول عبر احتكاكهم مع خبراء وناجحين، ومن ثم بلورة وصقل هذه الأفكار الريادية عبر مشاريع مبتكرة، وتقييمهم عليها. وقد حضر حفل الافتتاح سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وألقى كلمة مؤثرة جداً وملهمة للشباب الخريجين يحثهم فيها على الإصرار والعزيمة وخلق التأثير في المجتمع، وإلا يستهين كل شاب بعمله وإنتاجه ولو كان بسيطا جداً، فلربما تأثير ذلك الشيء البسيط كبير جداً ويغير عالما بأكمله، وتحدث سعادته عن معنى شعار اليوم الوطني لهذا العام 2019 "المعالي كايده"، حيث عزز ووضح معنى الريادة الاجتماعية، وأن كلمة المعالي هنا مقصود بها النجاحات والإنجازات ليست الشخصية منها، ولكنها الإنجازات التي تتعدى الأشخاص لتخدم المجتمعات والأمم، وكلمة كايده بمعنى أنها "معالي" شاقة وصعبة، وفيها تضحيات كبيرة من أجل الوصول للهدف المطلوب. ولفت انتباهي وأثار فضولي لأول مرة ذكر سعادته لمصطلح نظرية الفوضى وتأثير الفراشة The Butterfly Effect، وقررت أن أقرأ عنه أكثر وأفهم معناه ووجدت أنه بشكل ما يقال إن رفرفة جناح الفراشة في طوكيو، يمكن أن تحدث إعصارا في نيويورك، وهو تعبير مجازي عن نظرية فلسفية فيزيائية تفسر العديد من الأحداث الكونية بطريقة منطقية، وأن بإمكان فعل صغير جداً في وقت ما بمكان ما، تنتج عنه سلسلة من الأحداث المترابطة والمتتابعة في وقت آخر بمكان آخر بقوة أكبر وأعظم، وأن الواقع والحياة نظام ديناميكي معقد ما هو إلا بالأصل توازن دقيق ما بين الاستقرار والفوضى، ونظرية الفوضى قد منحت الإنسان تفسيرا ونظرة مختلفة لمجرى سريان الأحداث من حوله، مثل كرة ثلجية صغيرة متدحرجة يمكن أن تحدث لنا دماراً هائلاً إذا استمرت في الدوران، وامتلأت لحد الضخامة، وهناك مقولة انجليزية قديمة تقول إن "مسمارا صغيراً تسبب في هلاك مملكة"، وتبدأ بضياع مسمار في حدوة الحصان، وبضياع الحدوة ضاع الحصان، وبضياع الحصان ضاع الفارس، وبضياع الفارس ضاعت الرسالة، وبضياع الرسالة خسرنا المعركة، وبخسارتنا للمعركة ضاعت المملكة وتم احتلالها من الأعداء، كل هذا بسبب مسمار صغير في حدوة الحصان، والذي لربما ظننا أنه سبب بالأساس تافه وبسيط وهو في جذور الحقيقة بداية شرارة المصيبة، وعندما تعمقت في القراءة أكثر عن هذه النظرية وربطها بديننا الإسلامي وإيماننا المطلق بالقضاء والقدر حيث لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأن أقدارنا قد تتغير بخالص صدق الدعاء مع اليقين بالاستجابة لو بعد حين، وأن لربما ما يحدث في حياتك الحالية هي نتاج ماضيك، وأنك لا تستطيع تغيير الماضي، ولكن تستطيع تغيير المستقبل من خلال استحداث فكرة أو إحداث شيء بسيط كالفراشة البريئة التي غيرت العالم وأحدثت التغيير بغض النظر عن نوعه سلبيا كان أم إيجابيا، وهو ما يدخلنا بقانون التنبؤات، واستشراف نظرة المستقبل. ◄ خاطرة،،، لا تستهن بأي فعل تحب عمله ويسعدك مهما تراه صغيراً، وغير مقدر ممن حولك، لربما بعد فترة تكتشف أنك أصل استهلال السبب في إحداث التغيير بمن حولك، فقط كن مثابراً ذا عزيمة، ولا تستسلم لفخ اليأس والسلبية. [email protected]