12 سبتمبر 2025

تسجيل

جولات في ربوع بلدي (1)

05 ديسمبر 2018

زارني صديق عزيز وأخ كريم من إحدى دول الخليج العربي، ووقعت في حيرة ماذا أعدّ له من البرامج خلال فترة زيارته القصيرة.. ولكن استطاع أن ينتشلني من حيرتي باقتراح جميل ورائع، طلب مني زيارة المتحف الإسلامي.. ويعتبر من أبرز الملامح الثقافية والإبداعية.. ما شدّ انتباهي أننا مع الأسف إطلالتنا على عدد من المعالم السياحية لا تشكل جسراً بيننا وبين ما نملك، ما لفت نظري بحق عدد كبير من السياح الأجانب من كل الأقطار وجهتهم المتاحف المختلفة.. متحف الفن الإسلامي، متحف الشيخ فيصل بن جاسم، متحف مشيرب.. ولذا فقد بدأت جولتي مع الضيف الكريم بأن رافقته الى متحف الفن الإسلامي، بجانب روعة المكان، فإن هذا المتحف مع قصر عمره مقارنة بالمتاحف العالمية، يؤكد على الدور البارز لقطر في خلق إطار تكاملي مع كل الفعاليات الإنسانية، ذلك أن الحضارة بمعناها الشمولي أن تواكب متطلبات العصر، وأن تحافظ مع العالم المتحضر على كل الكنوز التي تركتها الأجيال المتعاقبة. هذا المتحف يضم بين جنباته ثروة لا تقدر بثمن.. بجانب الاتفاقيات الثنائية مع العديد من العواصم في عرض ثرواتها الخالدة وكنوزها، سواء من مشارق الأرض أو مغاربها، شاهدت ما تركته الأجيال المتعاقبة في الصين وثرواتها الحضارية، وبلاد فارس، وتركيا والهند وبلاد أخرى، ولكن اكرر مفردة الأسف أن هذا المتحف الرائع زواره من أبناء الوطن أقل من القليل، ولذا فكم كان صديقي «بو خالد» صاحب فضل في أن أتعرف من خلاله على هذا المعلم الإنساني. ومن ثم فقد سعدت كثيراً وأنا أجول مع ضيفي في عدد من الأماكن، كان صديقي مبهوراً بسوق واقف، وكيف أن الدولة قد اهتمت بحق بإحياء هذا السوق وترميمه، ولكنه طرح تساؤلاً حول الأقفاص المليئة بالحيوانات والطيور، وطرح تساؤلاً مهماً أن فصول الصيف والحرارة المرتفعة ألا تسبب امراضاً لهذه الطيور والحيوانات، ألا تخافون من بعض الامراض. طبعاً تهربت لأنني لم أكن أملك مع الأسف إجابة عن هذا السؤال اللغز!! وبذكائه المعهود عرف انني في حيرة.. ثم طرح تساؤلاً آخر.. هل هناك حديقة للحيوانات.. عندها حلمت مرة أخرى.. وللحديث بقية. [email protected]