احترم من معك تكسبهم

القائد الذكي هو من يكسب الناس حوله، ويجذب قلوبهم نحوه. وكلما استطاع أحدهم المضي قدماً في هذا الأمر، وخلق روابط قوية بينه وبين من معه، سواء كانوا موظفين أو أنصارا أو معجبين، كلما كانت فرص نجاحه أكبر وأكثر. الأمثلة والنماذج أكثر من أن تحصر في هذه المساحة.واحدة من الصفات الرائعة في أي قائد، المعبرة عن عميق الاحترام، صفة الإنصات إلى من يجلس إليه، وعدم الاكتفاء بالاستماع، فالفرق بين الاستماع والإنصات كبير وعميق. الأول تسمع صوتاً دون شرط تمييزه وفهم محتواه، فيما الثاني وهو الإنصات، يكون الاستماع بالأذن والفؤاد للصوت، مع تركيز واهتمام، من أجل عميق فهم واستيعاب.إنك حين تستمع إلى من معك وتنصت وتتفهم شعورهم، فأنت بذلك تحفزهم وتدعوهم إلى بذل المزيد لكسب محبتك ورضاك، ونفوسهم راضية ومعنوياتهم عالية. لكن العكس من ذلك نتائجه غير محمودة دون أدنى شك. إنك حين تُشعر مَن أمامك بأهميته وقيمته الذاتية، وأنه "موجود" وله وضعه ومكانته عندك، تكون قد ملكت قلبه وكيانه.إنه سر من أسرار جذب القلوب وتقوية العلاقات الإنسانية مع الغير. وما أحوجنا إليه في كل مكان وكل زمان. إن أي أحد منا يريد أن يشعر بقيمته لدى الناس كل الناس، وهذا حق طبيعي منطقي. فالمرء منا يحب ذلك لأنه صاحب كرامة أكرمه الله بها، ويريد أن يشعر بها وبأهميته في المكان الذي يعيش أو يعمل فيه، وتكون له قيمته الشخصية، ويشعر بوجوده الآخرون، ويكون مقبولاً لديهم. إنها مشاعر طبيعية واحتياجات فطرية في كل إنسان سوي. وليس عيباً أن يسعى الإنسان إلى تحقيق تلك الاحتياجات بصورة وأخرى، طالما ليس فيها تعد على حقوق الآخرين أو فيها إسفاف أو إجبار وإكراه. فهكذا البشر وهكذا الحياة.