11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل الأدب الإسلامي يتصادم مع الأدب العربي؟

05 ديسمبر 2015

قال صاحبي: "حينما قمنا ندعو إلى "الأدب الإسلامي في أوائل الستينيات من هذا القرن، فكان الأمر مدعاة للدهشة، إن لم نقل الاستنكار من غالبية المهتمين بالأدب والفن، وقال بعضهم: إننا لم نعرف إلا ما يسمى بالأدب العربي، في لغتنا العربية، ظنا منهم بأن "الأدب الإسلامي" سيكون بديلا عن الأدب العربي ولم يخطر بخاطرهم أن الأدب العربي جزء من الأدب الإسلامي، وأن مصطلح الأدب الإسلامي يتضمن الأساس العقائدي للأدب العربي فلقد ظل الأدب في العالم أجمع مرتبطا بالعقيدة الدينية على مدى عصور طويلة حتى إذا كنا في العصور الحديثة، ولم يعد للسلطة الدينية وجهها الجماعي القديم، وراح الإنسان يبحث عن عقيدة أخرى، وظل هكذا ينتقل من عقيدة إلى عقيدة، ومن ثم لم تخل أعماله الفنية في أي وقت أن تكون تعبيراً عن عقيدة أيا كانت هذه العقيدة. فالأدب الإسلامي، لا يتعارض مع الأدب العربي، ولا يزاحمه في مقاعده، لكن بينهما علاقة الرحم والقرابة، فالأدب العربي مصطلح يطلق على الأعمال الأدبية المنشأة باللغة العربية أياً كانت مضموناتها واتجاهاتها وعصورها، أما الأدب الإسلامي فمصطلح يطلق على الأعمال التي تعالج قضية ما، برؤية إسلامية صافية، سواء كتب باللغة العربية أو بغيرها، ومن ثم فالأدب الإسلامي ولد في أحضان الأدب العربي.ولهذا يقول صاحبي: عندما أعلن النقاد مصطلح الأدب الإسلامي، لم يجر في خلدهم أنهم يخرجون على الناس ببدعة جديدة، وإنما كانوا يأملون لتصحيح مسار الأدب العربي.وأما في العصر الحديث، فقد ظهرت مذاهب وأفكار مخالفة للإسلام عمل أصحابها على تجسيدها في آدابهم وفنونهم، ولم يعد الإسلام الإطار الأوحد، ولم تعد قيمة الحد الفاصل، لأجل ذلك فقد ظهر لأولئك النقاد، أن التركيز على مصطلح "الأدب الإسلامي" أمر مشروع يفرضه الواقع والعقل معاً.وعلى ذلك، فالأدب الإسلامي، لا يرفض الأدب العربي، أو يلغي شيئاً منه فلا ينكر ما يعرف بالأدب الجاهلي، أو صدر الإسلام، أو الأموي، أو العباسي، بما فيها من شعر ونثر، يوافق الأدب الإسلامي أو يخالفه، بل يرى في الأدب العربي ميداناً رحباً ويضم تيارات شتى.ومن خلال هذا العرض السريع نرى: أنه لا تصادم بين ما يسمى اصطلاحاً بالأدب العربي، أو الإسلامي، كما كان الأخير منهما لا يزاحم الأول، ولا يلغيه، كما يظن البعض، إلا أنه بمنزلة إضاءة للأعمال الأدبية التي تصدر عن تصور إسلامي راق، وكان من الممكن أن يسمى كما هو شائع بين الدارسين بالتيار الإسلامي أو الاتجاه الإسلامي في الأدب العربي، لتذوق تخوفات المتخوفين على الأدب العربي، غير أن الرؤية الإسلامية الشاملة، التي لا تقتصر على الجنس العربي وأدبه أو الرغبة في إيجاد صلة عملية، تجمع بين آداب الشعوب الإسلامية قاطبة، وفي مقدمتها الأدب العربي.وبالله التوفيق.