11 سبتمبر 2025
تسجيلقاتل الله الغرور، وقاتل الله أصحاب الادعاء الكاذب، وقاتل الله من يعتقد في قرارة نفسه أنه وحيد وفريد عصره وزمانه، وقاتل الله من يظن أنه أحسن وأفضل خلق الله، وأنه محور الكون، وقاتل الله من يعتقد أنه الرأس وبقية خلق الله الذنب، وأن كل البشر اقل منه موهبة وخلقا وبقية الناس دونه بمراحل، لم اكتشف هذه الظاهرة إلا متأخراً ومن انصاف الموهوبين، عندما يرفض مثلا أن يقارن بغيره أو يدرج اسمه الكريم مع أسماء أكثر فعالية وموهبة منه، يقول لا فض فوه "اشلون تقارنوني بفلان وفلتان!!" مع انه في حقيقة الأمر نكرة بجانب العديد من الأسماء، والنماذج أكثر من أن تعد وتحصى، مثلاً جربوع من جرابيع الادعاء والانتماء إلى الفن يرفض أن يقارن نتاجه الساذج والسخيف بنتائج عباقرة الفن، فهو يرى ذاته أعظم في إطار الموسيقى من بيتهوفن وباخ وشوبان، وفي مجال التلحين أهم من رياض السنباطي وزكريا أحمد وأحمد باقر وعباس جميل ومحمد مرشد ناجي والرحابنة وفي مجال الغناء هو أهم من عبدالوهاب، ووديع الصافي وصباح فخري ومحمد عبده، ولا يخجل أن يقول "كيف تقارنونني عبر نتاجي الإبداعي بهؤلاء" مع أن كل نتاجه بعض الأغاني المتناثرة التي لم يسمع بها أحد!!كذلك الأمر بالنسبة لذلك الإنسان الذي يرى أنه يملك موهبة في مجال الأداء الدرامي أكثر عمقاً من لورانس أوليفيه ومارلون براندو وروبرتو دي نيرو ومحمود مرسي ومحمود المليجي، أما في مجال الفن التشكيلي فحدث ولا حرج، هنا تتساوى النائحة الثكلى .. بالنائحة المستأجرة، بل إن النائحة الثكلى هنا لا تستطيع أن تواجه المستأجرة التي لا تستحي ولا تخجل وهي تدعي بما لا تملك! بل لولا الحياء لقالت من هو ليوناردو دافنشي ومايكل انجلو.. ورفائيل وبيكاسو وفان جوخ وسلفادور دالي.. بل من هو محمود سعيد وأحمد صبري وسيف وأدهم وايلي.. ومن هو يوسف أحمد وسلمان المالك.. انهم يغرفون من موهبتي!! وأن الأمر مرتبط فقط بموهبته.... الشرائية.ماذا نقول لأمثال هؤلاء؟ سوى أن حظنا العاثر قد وضعنا في هذا الزمان. مثل هذه النماذج مع علمنا من أن جل نتاجهم يعتمد على جهد الآخرين، وأن وجودهم قد خلق سوقاً رائجاً للبيع والشراء، في زمن أصبح البيع والشراء مباحاً، ولمن يدفع.. في زمن يتم بيع كل شيء، الضمير وماء الوجه، وماذا يفعل البائع أمام الحاجة والفاقة والبضاعة الرائجة، وهكذا حال الدنيا!! وعاش الفن.. لأن هذا حال الدنيا.. عفواً الواقع!!