13 سبتمبر 2025
تسجيلالإعلام المحرض أساس خراب البلاد والعباد، معروف أن أي خطة يراد تحقيقها إن كانت صالحة أو طالحة تسند للإعلام الذي سيجتهد لتنفيذ التوجيهات، ولا مانع أن تتغير الخطة ويغير جلده ويركب الموجة إذا أحس الاعلام خطراً ما فبدلا من أن يكون ضد (س) يصبح معه حسب مقتضيات المصلحة والظروف الطارئة، الإعلام المخرب الذي يزن على السامعين أوالمشاهدين أو القراء شاطر جدا في ركوب الموجة متى طلب منه ذلك لأنه أولاً وأخيراً ينفذ أجندة الحاكم حرفيا، أو ينفذ رؤية من بيده السلطة، ولعل الهجمة غير المبررة على التيارات الإسلامية بعد فوزها في المرحلة الأولى بالانتخابات كانت لافتة جدا فقد تبارت القنوات إلا قليلا في لطم الخدود، وشق الصدور، والنياحة وقد أظهرت المؤشرات صعود الإسلاميين لحكم مصر، رغم أن الذي تكلم وحدد من يفوز هو صندوق الاقتراع الذي احتكم إليه الجميع في عملية نزيهة مائة في المائة! طيب ليه النواح؟ وليه اللطم؟ الجواب يعرفه النائحون، والحزانى، والندابون، لاعتقادهم بأن فوز الإسلاميين سيعدل الحياة التي لا يريدون عدلها، العلمانيون والليبراليون (زعلانين) لأن بعبع الإسلاميين الذين يخوفون الناس منهم سيأمر بما أمر الله به، المضحك انهم أرسلوا إلى طوابير السيدات أثناء الانتخابات من يقول لهن محذرا (حيقعدوكم في البيت) حيقفلوا البنوك، حيكسروا التماثيل ويقتلوا السياحة، كل حاجة عندهم حرام، حيكموكم بالحديد والجبروت والنار، اوعو تنتخبوا الإسلاميين) وانتخب المصريون الذين ذاقوا الأمرين في عقود سابقة الإسلاميين ليكتسحوا المشككين، وعندما ظهرت النتائج ظهرت (المنادب) على القنوات بصورة لافتة، وراحت القذائف تتوالى بتهم عديدة راح الاعلام يلصقها بالاخوان والسلفيين مدعيا انهم يحتاجون الى تأهيل وانهم يبحثون عن مصالحهم الذاتية، وانهم ينتقمون لنفيهم الطويل وفي اللجان تزوير، وانهم سرقوا الثورة وهمشوا الشباب، غير اجتهاد المذيعين الذين راحوا يصبون الزيت على النار (وشعللها شعللها) بل راح البعض يؤجج الفتن الطائفية التي يعرفون كم هي مدمرة، على احدى القنوات استضافت المذيعة رجل كنيسة، مع ضيوف منهم سلفي واسلامي وعلماني وراحت دون خجل تؤجج النعرة الطائفية وتسأل الضيف المسيحي طبيعي عند المسيحيين مخاوف من فوز الإسلاميين ياريت نعرفها، ويرد الرجل الضيف ابدا لا مخاوف لدينا، فترد عليه بسؤاله لابد وانكم تتحسسون من فوز الإسلاميين ده أكيد، ويرد الرجل لا نتحسب ولا نتحسس من ذلك أبداً، تعود لتقول له لابد وانكم قلقون من هذا الفوز، ويرد الرجل للمرة الثالثة (لا يوجد لدينا أي قلق) ويحبط الضيف المسيحي كل محاولات المذيعة (المشعللاتية) وحين تحاول استنطاقه مرة أخرى يقول بصوت هادئ وقور (لا مخاوف، ولا قلق، ولا هواجس، ولا تحسس لدينا من فوز الإسلاميين) لتنتقل بعد الاجابة الصادمة بالنسبة لها إلى العلمانيين الذين وافقوا هواها! هذا هو نموذج من لقاء تليفزيوني رأيته بعيني وكان واضحا فيه جدا محاولة إشعال الحرائق وتقليب الفئات المتنافسة على بعضها، وتحريض الشعب الذي اختار على تغيير الاختيار في المرحلتين اللاحقتين حتى يخفق الغول الاسلامي الذي سيحكم بشرع الله! مهم ان نقول للاعلاميين الراغبين في إذكاء الفتن وتوليع الطقس السياسي اتقوا الله! أما الغريب في مشهد المذيعة (المحرضة) أن لقبها (خرسا) بتعمل كل ده وخرسا أمال لو كانت بتتكلم كانت عملت إيه؟ مطلوب اعلام محترم، نزيه، لا يشترط في تأجيج الحرائق، ولا إيقاظ الفتن بلؤم مفضوح على الأقل لكسب احترام المشاهد الذي يشعر بالغثيان كلما رأى هذه المناظر. *** طبقات فوق الهمس * أكدت الأخبار أن المشير طنطاوي أدار بنفسه من غرفة العمليات عملية سير الانتخابات بكل اللجان، وهنا تحية واجبة لخطة تأمين الانتخابات بالجيش والشرطة اللذين أفلحا في ضبط سير الانتخابات وحمايتها من البلطجية، وضرب النار، وشراء الأصوات، والترهيب، وبث الرعب، أتصور أن حماية الانتخابات اعتذار ضمني من الشرطة والجيش بعد سقوط شباب الثورة بين قتيل وجريح. * لأول مرة يغيب رقم 99.9% الذي كان يفوز به الرئيس المخلوع وليتنفس الشعب الصابر طعم الاختيار الحر بعد عقود من الكذب. * تؤكد الانتخابات الأخيرة أن الشعب مصدر السلطات دون أدنى شك. * قال حلمي أن اسأل أحدهم مين انته فيرد أنا رئيس جمهورية سابق. * سيكون كل شيء صعبا، ومرهقا، بل ومدمرا إن لم نؤمن باحترام الخلاف. * تحية للعالم المصري العظيم الدكتور زويل الذي أهدى جائزة أهم قيادات أمريكا إلى شهداء الثورة المصرية، وأهلا بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا هدية ثانية من ابن مصر البار الذي أهمل الرئيس المخلوع تألقه وتفوقه الباهر ليبدع خارج مصر تاركا أرض الوطن الذي يأخذه اليوم بالأحضان. * العريانين، والرقاصين، والفاسدين، والمفسدين، والحرامية، والسكرانين، كلهم زعلانين من تألق التيار الديني، مش فاهمة ليه، انتو فاهمين؟ * على الذين فشلوا في الفوز أن يراجعوا حساباتهم قبل أن يشككوا في غيرهم. * أحلى الكلام. * يا ناجح في صندوق الانتخاب.. اسمع السؤال اللي جاي.. لو نن عين مصر راح.. تفيد بإيه شهادة النجاح.. وازاي حتشوف بكره، وهتشوفني انته ازاي؟ (علي سلامة). * مبروك لمصر أول خطوة ديمقراطية.