16 سبتمبر 2025

تسجيل

عبدالله ميرزا.. من الرعيل الأوّل للكشّافة القطريّة (51)

05 نوفمبر 2021

(1) على مدى فترتي الستينيات والسبعينيات أصبح للحركة الكشفية في قطر صيتها ومكانتها في تكوين جيل من الشباب الذي أحب العمل الكشفي والتطوعي.. وقد سجل التاريخ لهؤلاء الشباب السبق في تكوين الجذور الأولى لحركة وطنية سعت من أجل تأسيس مجموعة من الكوادر القطرية المدربة التي قادت محاضن التنوير ونشر الوعي داخل المجتمع في شتى الميادين. فاستطاعوا من خلال ذلك العمل الوطني خلق قاعدة جماهيرية من الصف الثاني من طلاب المدارس الكشفيين الذين أصبح لهم شأنهم فيما بعد فكانوا نعم الأبناء. (2) من هؤلاء: عبدالله إبراهيم ميرزا (من مواليد حي الجسرة بالدوحة عام 1957).. وقد درس في مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية القريبة من القسم الداخلي، وقام بتدريسه المربي الفاضل عبدالحميد الصديقي (وحينها التحق بفريق أشبال الكشافة). ثم واصل الدراسة في مدرسة قطر الاعدادية حتى درس الثانوية في مدرسة الدوحة الثانوية حيث تخرج من القسم الأدبي الفرنسي فيها.. وحينها كان ضمن فريق الجوالة الكشفي. وقد عمل في تلفزيون قطر (1981 - 1983) ثم عمل في الخدمة العسكرية من خلال الفرقة الموسيقية للجيش منذ سنة 1983 م حتى تقاعده عن العمل في عام 2017 م. (3) وعبدالله ميرزا قائد كشفي عاصر الحركة الكشفية في عهدها الزاهر الذي ظهر فيه العديد من رواد الكشافة ورعيلها الأول الذي قدم للمجتمع عدة أسماء كانت على خلق رفيع وعلى دراية وتحمل للمسؤولية في بناء الوطن رغم التحديات والمشاكل التي وقفت أمام ذلك الجيل الذي لم يعرف المتاعب قط بل كان قادرا على تجاوز أي صعوبات من أجل رفعة ورقي قطر.. وبالفعل أصبحت أسماؤهم تنتشر في ربوع الوطن في شتى المناسبات الشبابية التي عبرت عن مدى حبهم وولائهم لبلدهم فخاضوا غمار الصعاب دون أي شعور بها. (4) وقد قامت جمعية الكشافة القطرية قبل سنوات بتكريم القائد الكشفي عبدالله ميرزا مع نخبة من قادة الكشافة الذين خدموا وطنهم بالأمس فكانت لمسة وفاء من الجمعية في إحياء روح الوفاء لهؤلاء الرجال الذين أعطوا وقتهم وجهدهم لقطر الماضي وما زالوا يعطون الكثير حبا وعشقا في هذه الأرض فزرعوا ثم جنوا ثمار ما زرعوا. (5) كانت لعبدالله ميرزا الكثير من المشاركات في المهرجانات والمخيمات الكشفية التي شهدتها قطر قبل عدة عقود.. وكان يعد من أنشط الشباب القطري في هذا الميدان وله لمسات وجهود لا يمكن نسيانها عندما نتحدث اليوم عن تاريخ المسيرة الكشفية في قطر وروادها البارزين. وبالنسبة للمخيمات والملتقيات الشبابية التي شارك فيها عبدالله ميرزا نذكر منها: - تونس: سنة 1973 م مع القائد الكشفي حسن حسين الجابر - المغرب: سنة 1979 م. - مخيمات رأس بوعبود في الدوحة. - مخيمات الشحانية. - كما كان ضمن أعضاء عشيرة قطر التي كانت مساهماتها كثيرة إبان النشاط الكشفي في السبعينيات على وجه الخصوص ومنها رحلاته الكشفية مع العشيرة عام 1976م.- ارتبط كثيرا بالقائد حسن حسين الجابر الذي كان يقود الكشافة في فترة عمله بالجوالة. وخلال عمله في الكشافة وعبر ليالي السمر والحفلات الليلية كان معه بعض زملاء الدرب من الفنانين والممثلين من أمثال: - محمد حسن بو جسوم - فالح فايز السعيد - عبدالعزيز جاسم الجاسم (رحمه الله).. وغيرهم. (6) تربى في بيئة موسيقية كان يقودها الموسيقار عبدالعزيز ناصر المتوفى عام 2016 م.. وقد التحق بفرقة الأضواء الموسيقية والمسرحية التي تأسست عام 1966 م مع مجموعة من المبدعين القطريين في تلك الفترة من ممثلين وموسيقيين وبعض العازفين. وشارك أيضا في التمثيل الإذاعي عبر اذاعة قطر مع بداياتها الأولى من التأسيس عام 1968 م حيث قدم مسلسل “ عائلة بوطحنون “ من تأليف مجموعة من الشباب القطري الواعد في ذلك الوقت وكان أغلبهم في فرقة الأضواء.. وأشهر هؤلاء الشباب الذين شاركوا في الاعداد والتمثيل معه في ذلك العمل التمثيلي: - إسماعيل خالد - علي عبدالرحمن - جاسم النعمة - عبدالرحمن المناعي - عبدالعزيز ناصر- عبدالرحمن درويش - محمد مرحب - حسن حسين.. وغيرهم. وله عدة مسرحيات وتمثيليات شارك فيها أيضا.. وأصبح مطربا معتمدا في اذاعة قطر حيث غنى للوطن والرياضة والأطفال.. أما ابرز الذين لحّنوا له فمنهم: - حسن علي - عبدالرحمن الغانم - وليد عبدالله.. وغيرهم. وعاصر ميرزا بعض الفنانين الذين اشتهروا في فرقة الأضواء في الستينيات منهم: - فرج عبدالكريم - سالم تركي - علي ثاني - إبراهيم علي - عبدالحليم محمد.. وغيرهم. (7) ويعد عبدالله ميرزا أول فنان يشهر الأغنية المغربية على مستوى قطر ومنطقة الخليج وذلك في سنة 1981 م.. وكان هذا الانجاز بمثابة نقلة كبيرة في تاريخ الأغنية القطرية في تلك الأيام.. وأشهر أغانيه المغربية “ القناوي “.. وهو أول مطرب خليجي يقوم بتأدية الأغنية المغربية بشكل مبهر للجميع في طريقة الأداء والتلحين عبر أغنيته الشهيرة “ القناوي “ التي لاقت نجاحا منقطع النظير سنة 1981 م.. وهي أغنية سمع بها لأول مرة عندما كان مشاركا في أحد الملتقيات الشبابية في المملكة المغربية عام 1979 م. وبعد نجاح أغنية “ القناوي ” قام السفير المغربي في الدوحة بتكريم الفنان عبدالله ميرزا ومنحه شهادة تقدير نظير الأداء المتميز والرائع للأغنية المغربية في عام 1981 م. وجاء من بعد عبدالله ميرزا في أداء الأغنية المغربية على مستوى الخليج الفنان “ محمد الجميري “ في أغنية “ أنا اللي عطيته قلبي “ ثم الفنان “ أحمد الجميري “ في أغنية “ شويّخ من أرض مكناس “. (8) كلمة أخيرة: عبدالله ميرزا من قادة الكشافة الفاعلين في زمن ازدهار الحركة الكشفية وله بصمة كبيرة في العمل التطوعي في تلك الأيام التي ما زال يتذكرها الكثير من جيله ومن عمل معه في نفس الفترة، وهي مرحلة لا تكاد تنسى في تاريخ مسيرة شباب الأمس الذين أعطوا الكثير من أجل هذا الوطن والارتقاء به في كافة الميادين، حيث كانت الكشافة مكان انطلاقتهم الأولى. [email protected]