14 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر التي أبهرتني وأحببتها

05 نوفمبر 2019

وصلت قبل أيام الدوحة التي ترعرعت وعشت عمري فيها الى قطر التي اعشقها منذ سنوات المراهقة، وبالتحديد منذ العام 2006 عندما انبهرت بحفل الالعاب الاسيوية، وتحديداً تلك الطريقة المدهشة والمبتكرة التي تم من خلالها ايقاد الشعلة الاولمبية من خلال استخدام الحصان العربي الاصيل في ابداع يؤكد ان المستحيل ليس قطريا. عرفت منذ تلك اللحظة أنني امام دولة مختلفة دولة سبقت زمانها بمراحل على كافة الاصعدة دولة تؤكد قياداتها في كل المحافل على دور المواطن والمقيم في بناءها وتشيد بهم جميعا كيد واحدة تسمو بروح الأوفياء. كبرت وأنا ارى طموحات قطر تفوق السحاب وتحلق في الافاق معلنة تتابع الاحداث على ارضها التي اصبحت قبلة للعالم، وملاذاً لكل من يريد البناء، وكعبة للمضيوم، ومكاناً ملائماً للمقيم تحترم فيها قدراته، وتقدر فيها امكاناته، ويجد البيئة المناسبة التي تجعله ينطلق الى حيث يجب أن يكون. ورغم تتابع الفعاليات العالمية والاسيوية والعربية والخليجية بكافة مجالاتها الا اننا لا نستطيع ان نغفل الطموح الاكبر الذي تنشده اكبر دول العالم، وتتمناه اقوى اقتصادات الارض، وتتطلع اليه اغلب الدول انه الحدث الرياضي الابرز حتى الان في منطقة الشرق الاوسط حيث فازت قطر في العام 2010 بتنظيم كاس العالم على ارضها في العام ٢٠٢٢ والذي تبقت له فترة قصيرة جدا حيث سبقت زمانها في بناء الملاعب وكافة المرافق؛ من اكبر المطارات، واوسع الموانئ، واقوى البنى التحتية المتكاملة.. لتخرس بذلك كل من شكك في قدراتها حسداً أو حقداً أو كرهاً. فهيأت للعالم من هذه اللحظة مجموعة من الملاعب المكيفة في سابقة قطرية لم يسبقها لها أحد، لتقول للعالم بانها تعشق الابهار، وتضع لكل المشاكل حلولاً خارجة عن الصندوق في "بطولة صديقة للبيئة: كما أكد ذلك سمو الشيخ تميم حفظه الله في خطابه الاخير في الأمم المتحدة. كانت ليلة الظفر بتنظيم كاس العالم ليلة مختلفة عندي، وكأنها بطولة ستنظمها بلادي الجزائر، حيث رقصة فرحا، وسررت بهجة بذلك الخبر "فالبطولة ليست لقطر وانما لكل العرب" كما أكد ذلك أمير البلاد المفدى الشيخ تميم حفظه الله في افتتاح استاذ خليفة الدولي كأول ملعب من ملاعب البطولة. ليتتابع بعد ذلك افتتاح الملاعب والتي كان آخرها (ملعب الجنوب) في مشهد مدهش، حيث عاشت الكثير من الدول المنظمة للبطولة تأخيرا مشهودا في بناء الملاعب كان آخرها ما حصل في البرازيل في العام ٢٠١٤. وظلت الايام تمضي وقطر تواصل التألق الرياضي في الكثير من الالعاب والتي من أبرزها فوز (الادعم) بكأس اسيا مطلع هذا العام ذلك الفوز الذي جعلني اطير من الفرحة وستبقى لحظاته الخالدة تسكنني دائما وابدا حيث رددنا جميعا قصيدة عايض بن غيده (شومي له شومي له). ولم تبهرني قطر فقط في مجالات الرياضة، وانما حتى في المجالات الاخرى؛ كاحترام الانسان، وتقدير المقيم بوجه الخصوص على ارضها، والاعتراف من كافة القيادات والمسؤولين بمشاركته البناءة جنباً الى جنب مع المواطن في بناء قطر التي تسموا دائماً بروح الأوفياء.