12 سبتمبر 2025
تسجيلما أجمل أن يعيش الإنسان في عافية، إنها نعمة عظيمة وفضل عميم وخير دائم، والعافية لا يعدلها شيء من أمر الدنيا بعد كلمة الإخلاص فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم «لم تؤتوا شيئا بعد كلمة الاخلاص مثل العافية فاسألوا الله العافية»، فالعافية في الدين تكون بالسلامة من المعاصي وفي الدنيا بالسلامة من شرورها وفي الأهل السلامة من سوء العشرة والأمراض وفي المال السلامة من الآفات، وأعلى مراتب العافية وانفعها للإنسان العافية في الدين، فعندما نذكر العافية فلابد لنا أن نذكر الابتلاء، فالابتلاء من سنن الله تعالى ولله تعالى فيه حكم كثيرة فقد يكون كفارة للسيئات فيصيبه الضر بسبب المعاصي أو يكون الابتلاء للاختبار من غير تقصير من العبد كاختبار الله تعالى لسيدنا أيوب عليه السلام فيكون في ذلك رفعة للدرجات، ومن البلاء ايضا «الشدة والعسر والرخاء واليسر» قال الله تعالى «ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون» فهنيئاً لمن أصابه الابتلاء فصبر، فلابد لمن أصابه الابتلاء ان يجعله سبباً للعافية فقد تحمل المحنة منحة فالبلاء قد يكون سبباً لتغير العبد فيكون في الظاهر بلاء ومن الباطن عافية بإذن الله تعالى فهذه حكمة من حكم الابتلاء أن يراجع العبد نفسه وعلاقته بربه فيرجع ويتوب فعندها يكون البلاء نعمة عليه وخيرا فلابد من العودة الى الله سبحانه وتعالى واللجوء اليه والتمسك بكتابه وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وعلينا المحافظة على الدعاء فقد قال رسولنا الكريم «لا يرد القضاء إلا الدعاء».