16 سبتمبر 2025
تسجيلخطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد حفظه الله ورعاه في دور الانعقاد الرابع والأربعين لمجلس الشورى، حمل إلينا الكثير من المعاني والقيم والرسائل الحية، فالجميع بحاجة إليها بدون استثناء خاصة في الوقت الراهن، وفي مقدمتها قيمة الصراحة والوضوح والشفافية، خطاب موجّهٌ إلى العقل والقلب والفكر ويحرك المشاعر والهمم إلى العمل، ويستثيرنا ويدفعنا إلى قوة التكاتف والبناء والعطاء الإيجابي والمبادرة في جميع المجالات خدمة للوطن قطر والانتماء الحقيقي له. - "حضرات الإخوة، كما تعودت في كلمتي السنوية لمجلسكم الموقر، فإنني سأتحدث إليكم بكل صراحة وموضوعية".- "يجب أن يدفعنا الحذر إلى مصارحة بعضنا، وإلى التكاتف في مواجهة التحديات، وإلى اليقظة ورفض المسلكين المتطرفين: الفزع غير المبرر من جهة، وخداع الذات الذي يتمثل في تجميل الواقع لإرضاء النفوس، من جهة أخرى".- "فقد جلب ارتفاع أسعار النفط فوائد جمة لهذا البلد وشعبه. ولكن لا أحد ينكر أن ظواهر سلبية رافقتها، ومنها النزوع إلى الهدر في الصرف، وبعض الترهل الوظيفي بالمؤسسات، وعدم المحاسبة على الأخطاء في حالات كثيرة، لأن توفر المال قد يستخدم للتغطية على الفشل في بعض المؤسسات، كما يؤدي إلى الاتكالية على الدولة في كل شيء ويقلل من دوافع الفرد للتطور والمبادرة".- "وأود هنا التوقف قليلاً والتوجه للشباب القطري، ...... ولكن لا تبنى قطر من دونكم. وهي لا تبنى على عدد محدود من المهن والاختصاصات".- "ليست المواطنة مجموعة من الامتيازات، بل هي أولاً وقبل كل شيء انتماء للوطن".- "من حق المواطن أن يستفيد من ثروة بلاده. ولكن يفترض أن يسأل المواطن نفسه من حين لآخر، ماذا أعطيت أنا لبلدي ومجتمعي؟ وما هي أفضل السبل لأكون مفيداً؟ وماذا أفعل لكي أساهم في ثروة بلادي الوطنية بحيث تستفيد الأجيال القادمة أيضاً".- "هذا ما نعنيه حين نقول إن مصدر ثروة الدول الحقيقي هو الإنسان، ومصدر فقرها الحقيقي هو الإنسان أيضاً، وبهذا تتمايز الدول عن بعضها ".- "كما أوكد هنا أمامكم أنه إذا كان هذا متوقعاً من المواطن، فإن المتوقع من المسؤول في وظيفة عمومية أضعاف ذلك. ومن هذا المنطلق لن نتسامح مع الفساد المالي والإداري، أو استغلال المنصب لأغراض خاصة، أو التخلي عن المعايير المهنية لمصلحة شخصية". وذكّر سموه يحفظه الله الأمة بقضية المسلمين والعرب الأولى فلسطين، وكذلك بمحنة سوريا الصابرة ضد الظلم والطغيان والاستبداد والاعتداء على كل ما هو إنساني بقول سموه رعاه الله "وفي هذه الأيام التي نشهد فيها انتفاضة الشعب الفلسطيني دفاعاً عن نفسه من ممارسات الاحتلال، وذوداً عن مقدسات الأمة العربية والإسلامية كلها..".."وصمود الشعب السوري الأسطوري في الدفاع عن حقه في الحياة الحرة الكريمة على أرض وطنه". اللهم احفظ قطر وقيادتها وشعبها وأدم علينا نعمة الأمن والإيمان والاستقرار والخير والتقدم والنهضة في كل المجالات وعلى أمتنا جميعاً. ومضة لنتوقف جميعاً عند هذه الكلمات من خطاب سموه يحفظه الله ونتأملها "وقد أصبح الجميع يعرف أن قطر لا تغير مبادئها. قد نراجع أنفسنا، ونقيّم أفعالنا لكي نصحح أخطاءً إذا وقعت، فجلّ من لا يخطئ، ولكننا لا نغير مبادئنا".