14 سبتمبر 2025

تسجيل

حائرة في أي أرض.. تحط!!

05 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قضية المباراة بين المنتخبين السعودي والفلسطيني ضمن تصفيات مونديال 2018 وأمم آسيا 2019، لا تختلف في شيء عن أي قضية عربية مشتركة في الرياضة القارية والعالمية، خصوصاً انتخابات الاتحادات والمنظمات الرياضية التي اعتدنا على عدم التنسيق فيها فيما بيننا كعرب إلاّ نادراً، ونخوضها متفرقين ينافس واحدنا الآخر، والأمثلة كثيرة، وآخرها انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم الأخيرة، التي كان طرفها الأوحد في وجه الرئيس السابق بلاتر الأمير الأردني علي بن الحسين، الذي للأسف، لم ينل دعم قارته أو أبناء عشيرته من العرب، فيما اعتبر مرشح أوروبا، وبتعبير آخر مرشح خصوم الرئيس السويسري الذي لم يفز للمرة الأولى من الدورة الأولى..مباراة الإياب بين منتخبي السعودية وفلسطين التي كانت مقررة في رام الله أرض فلسطين، بعد مباراة الدمام، نُقلت إلى أرض محايدة، ثم أعيدت إلى مكانها الأول، وها هي حائرة في أي أرض تحط، مع تواتر أنباء متضاربة حول المكان والزمان، هل تكون اليوم الخميس في الأردن أو تؤجل لإقامتها في بلد محايد آخر أو جدة.هذا التخبط وحبس الأنفاس إلى ربع الساعة الأخير، هو ما يعكس قلة الخبرة وانعدام التنسيق وعدم وضوح الرؤية لدى مسؤولي الرياضة في العالم العربي، فنسمع باستمرار عن قضية شائكة حول مباراة أو عقوبة أو غرامة من اتحاد قاري أو دولي للاتحادات العربية أو لاعبينا، ونسمع كماً من الآراء والفتاوى القانونية سرعان ما يتبين أن مطلقيها غير ملمين بالقوانين، ومع ذلك لا يتوانون عن الخوض في مشاكل مماثلة ولا يهم إن كانت "أحكامهم" تأتي غالباً بعيداً عن الواقع. خذوا مثلاً قضية قانونية مشاركة اللاعب المغربي السعيدي أو عدمها مع الأهلي الإماراتي أمام الهلال السعودي خلال نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وهذه القضية بدورها نترقب الحكم النهائي بها بين لحظة وأخرى من "الكأس" بعدما كان الحكم القاري سلبياً لنادي الهلال..نعود إلى مباراة السعودية وفلسطين، وهي تؤكد بجلاء ووضوح سوء التصرف في الوقت المناسب، فالإخوة السعوديون في اتحاد الكرة يعلمون أن سلطات بلادهم لا تجيز انتقال المنتخب إلى رام الله وخضوعه لتفتيش أو تدقيق من سلطات الاحتلال، طبقاً للقرار الوطني الحازم بعدم التطبيع مع العدو الإسرائيلي، حتى ولو كان ختماً على جواز السفر.. والإخوة في الاتحاد الفلسطيني يدركون الموقف السعودي ويدركون أنهم لا يستطيعون تجاوز سلطات الاحتلال.وكان من المفروض أن يحسم هذا الوضع لحظة صدور جدول المباريات وإجراء القرعة، ولكن قصر النظر، جعل الطرفين يضعان حلاً جزئياً لتمرير المباراة الأولى، بدل أن يتم الاتفاق الثلاثي بشمول منتخب الإمارات الذي ذهب إلى رام الله، ليقع الحرج على السعوديين والفرج على الفلسطينيين، ثم يعم الهرج والمرج المنتخبات الأخرى في المجموعة التي ستستفيد بدورها في حال استفاد السعوديون.والحق يقال، ان المفتاح الأوحد في الأساس هو بيد اتحاد الكرة الفلسطيني، فكان الأجدى التوصل لحل باكر معه، لنوفر علينا هذه الدوامة من المراسلات مع الاتحاد القاري حيناً والدولي حيناً آخر، ومن تبدل القرارات وإرباك المنتخبات.