17 سبتمبر 2025
تسجيلقلنا بالأمس عن الثروة الحقيقة أنها تكمن في صداقات حقيقة جادة وليست في ملايين أو ما شابه من الأموال والماديات ، وقلنا بأن البعض قد يتفق في هذا الرأي وبعض آخر قد يرفضه تماماً .. أما عن قناعاتي الشخصية فأميل أكثر الى الرأي الأول الذي يدور حول الصداقات مع الآخرين .. لذلك أعتقد بأهمية أن يحرص من يتفق معي على هذا الرأي ، أن يحرص على تجميع ثروته الحقيقية بكل رفق وهدوء ، فأنت من يكسب نهاية الأمر. هذه نقطة أولى في مسألة امتلاك قلوب الآخرين ومحبتهم لك. النقطة الثانية التي لا تقل أهمية عن الأولى تدور حول أناس يموتون حباً وغراماً فيك، ويفعلون الكثير الكثير لإرضائك أو كسب مودتك، ولكن دون أن تدري أو تدرك، أو مع الأسف لا تشعر بذلك لسبب وآخر، بل لا تعرف أو تشعر أساساً إن كنت ضمن قائمة المحبين عند أولئك المتيمين بك أم لا !! الخطأ ها هنا ليس منك بكل تأكيد، بل أجد أنهم يتحملون وزر ذلك التأخير في إبلاغك بمشاعرهم ، أو .. أتدري لماذا ؟ لأنهم لم يتقنوا فن التعبير عن حبهم بالطريقة التي تثير انتباهك وتتعرف على مشاعرهم الحقيقية الكامنة في صدورهم نحوك، وهذا يقودنا إلى نقطة ثالثة حول صعوبة التعرف على المحبين ، دون أن يبوح أحدهم بذلك لسبب أو آخر، وهي أسباب علينا احترامها على كل حال.. وإن كان هذا يدعونا إلى بذل شيء من الجهد في معرفة وإتقان مهارة أو فن الكشف عن المحبين، الذين لا يريدون من وراء ذلك مصلحة ما سوى أن الخالق قد قذف في قلوبهم حباً لك، لكن دون قدرات تجعلهم يبوحون به لك، أو لعل فرصاً مناسبة لم تتح لهم بعد للبوح بما في قلوبهم تجاهك. من هنا أخيراً، وخلاصة لهذا الموضوع، أريد أن أوجه انتباهك إلى أن لك محبين كُثُراً حولك ولكن دون أن تدري، بل قد تشتكي أحياناً من قلة الأصحاب والخلان والمحبين.. ومن المهم، من بعد أن عرفت هذه الحقيقة، ألا تتراخى في هذا الموضوع وتلقي الوزر كاملاً على محبيك المخفيين بحجة أنهم لا يعبرون عن حبهم بطريقة تفهمها أو بأسلوب واضح، وبدلاً عن ذلك قم أنت بواجبك أيضاً في استكشافهم واحداً بعد الآخر، فإن طريقة حديثهم معك، أو طرائق تعاملهم معك، كلها مؤشرات واضحة على حب مكنون في قلوبهم لك.. ولم يتبق سوى أن تخرجه ليتجسد واقعاً يعود عليكما بالنفع والصلاح.. فهل نفعل الآن قبل فوات الأوان؟