13 سبتمبر 2025
تسجيللست حاقدة ولست ناقدة أيضاً ولم أدرس المسرح ولم أكتب يوما للمسرح ولكني تعلقت منذ طفولتي بالأعمال المسرحية حين كان المسرح يعيش عصره الذهبي وكنت متابعة وبدقة كل ما كان يقدم إلى درجة أنني كنت أسجل الكثير منها على أشرطة فيديو لأعود إلى مشاهدتها فيما بعد لذلك قد أستطيع أن أميز بين ما كان يقدم وبين ما يقدم الآن .... المسرح أبو الفنون والمسرح رسالة مباشرة ومادة خام لتقديم الواقع والوسيلة الأسرع والأسهل للوصول إلى عقل المتلقي وقلبه دون حواجز ودون قيود والمسرح حديث مباشر بين المؤدي والجمهور على مختلف مستوياته وطبقاته والمسرح مدرسة قد ترتقي بعقلية الجمهور وقد تستهزئ بعقلياتهم وتصل فيما تقدمه إلى حد الإسفاف ونظرا لأهمية هذا الفن ولتعدد مدارسه التي أولى بالمختصين أن يقدموها للجمهور على خشبة المسرح لذا رأيت أن أتوقف في مقالي عند هذه المحطة عبر سلسة خاصة بالمسرح. ((المشهد الأول)) بدأ عندنا مسرح الطفل بقوة وعبر أقلام قطرية متميزة وبحضور وجوه فنية عملاقة في عالم الفن ثم تحول مسرح الطفل إلى مسرح تجاري خال من المضمون يستعين بعناوين مأخوذة من عالم الكرتون بهدف جذب الجمهور من الأطفال وبهدف الترويج الفارغ لما يقدمون ثم انتهى مسرح الطفل بالاستعانة بأعمال قادمة من خارج البلد ونصوص غير محلية ووجوه غير محلية فهل كان مسرح الطفل عندنا نجما فهوى؟ ((المشهد الثاني)) المسرح الشبابي لم يرتق حتى الآن إلى تقديم ما يعبر عن الواقع العربي في قوالب ساخرة أو حتى تراجيدية فما زال ما يقدم عبر مسرح الشباب بعيدا كل البعد عن واقع الأمة وأوجاعها وجراحها رغم أننا نعيش عصر الانفتاح الإعلامي بقوة ورغم أننا نحن أصبحنا مرآة الإعلام في العالم كله وليس العالم العربي فحسب لا أعرف لماذا يصرون على البقاء في مكان واحد حتى الآن ويرفضون الصعود على سلم التطور حتى لو درجة واحدة. ((المشهد الثالث)) الكوادر المسرحية لدينا عديدة يملكون كافة مقومات الإبداع ويتميزون بثقافة مسرحية عالية أقصد الممثلين كتاب المسرح أما الممثلون فهم الرائعون الذين غابوا عن الشاشة بعد أن حفروا في الذاكرة أسماءهم عبر مسلسلات وأعمال في قمة الروعة لم نعرف حتى الآن أسباب غيابهم عن الشاشة ولكن هل هي نفس الأسباب التي جعلتهم يغيبون أيضاً عن خشبة المسرح؟ ((المشهد الأخير)) في ((دوحة المواهب)) المسرحية التي تم عرضها أيام عيد الأضحى المبارك شاهدنا واقعا مؤلما نقلته لنا المسرحية بكل وضوح وصدق بل وبقسوة .. دفن المواهب والإبداعات وقتلها بإتقان لتحل محلها أسماء لا ناقة لها ولا جمل بمجال التخصص فقط لأن هناك من يدعمها ويساعدها على الظهور ويفرضها فرضا على الناس وهذا ما يحدث للأسف ليس في عالم الفن والغناء فقط بل في كل المجالات لذا أوجه تحية لكل الأسماء التي شاركت في هذا العرض على رأسهم أستاذي الكاتب تيسير عبدالله بصراحة ما قصرتوا.