15 سبتمبر 2025
تسجيلعالم الإفلاس عالم كبير ومتنوع وتندرج تحت كلمة الإفلاس منظومة كبيرة من الاتجاهات والمسارات، فهناك الإفلاس الفكري والإفلاس الثقافي، والإفلاس التربوي والإفلاس التعليمي، والإفلاس الشبابي، والإفلاس الأخلاقي والقيمي، والإفلاس المالي والتجاري، والإفلاس الرياضي، والإفلاس الصحي، والإفلاس السياحي، والإفلاس في الهوية، والإفلاس الإعلامي، والإفلاس في حقوق الإنسان، والإفلاس الخيري، والإفلاس الدعوي، والإفلاس الاجتماعي، والإفلاس البيئي، والإفلاس الأممي، والإفلاس المؤسسي وهذا الذي نريده هنا. فقد تكون هذه المؤسسة قائمة وتعمل ولكن السوس ينخرها نخراً فتقع ببطء وتنهار وتضيع الحقوق وتغيب المصالح العامة للناس. وعندما تتحول المؤسسة أو المنظمة أو الهيئة إلى ساحة كبيرة من الصراعات والانتقام والصدام وتغليب المصلحة الشخصية النفعية على المصلحة العامة والاستغلال المتبادل بين بعض الأطراف المتنفعين والمتنفذين، فاستغلال المنصب هو أكبر إفلاس للمؤسسة وللأداء العام، فتطعن على سبيل المثال الكفاءات من الخلف في هذه المؤسسة وتهمش فلا دور لها في العطاء والبناء والتغيير المؤسسي، فتغادر هذه الكفاءات هذه المؤسسة إلى مؤسسات أكثر تقديراً واحتراماً وتفاعلاً فتعطي وتنجز وتظهر ويكون لها حضور متميز فتضرب الغيرة الوظيفية ذلك الذي أبعد الكفاءات وهمشها للأسف الشديد والمحزن، ومن الإفلاس المؤسسي كثرة الظهور الإعلامي والتصريحات المنمقة والطنطنة بالشعارات وواقع المؤسسة مغاير عما يقال وما يرفع من شعارات وعبارات رنانة. فهل ترجو بعد ذلك من هذه المؤسسة إنجازا ومبادرات وتميزا وتحقيق الرؤى وتفعيل الخطط التشغيلية. فمتى نزيح قيم الفوضى والشخصنة والتربص والمركزية وإهمال بل وتجاهل أصحاب الكفاءة، والتعسف والاستفزاز المقصود داخل المؤسسة والتغافل عن المبادرات والاقتراحات، والمحاباة وتصيد الأخطاء لبعض العاملين دون غيرهم، وتوتير الجو العام للمؤسسة وإغلاق أبواب النقاش وتبادل الآراء ووجهات النظر من طرقات وجدران ومكاتب بعض المؤسسات لتبقى الحياة المؤسسية فاعلة ومنتجة ونظيفة وتُدرُ أرباحاً خيالية معنوية ومادية واستثماراً صحيحاً للإنسان. قال تعالى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً". "ومضة" عندما نخطو خطوات إلى الوراء ونتراجع كماً وكيفاً نتجه نحو الإفلاس المؤسسي بالتأكيد.