20 سبتمبر 2025

تسجيل

هل تحتاج دول الخليج لوصفة للعبة "بوكيمون غو"؟

05 أكتوبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); النجاح الكاسح للعبة أجهزة الهاتف النقّالة بوكيمون غو Pokemon Go، أسهم في زيادة واقعية اللعبة وجعلها حقيقية وألهمت اللعبة لاعبيها بتبني أسلوب عيش أكثر نشاطا وحيوية. وتتطلب لعبة بوكيمون غو الكثير من المشي والجري حيث يحاول اللاعبون "التقاط" مخلوقات بوكيمون والانتقال إلى "المستوى الأعلى من اللعبة". وتظهر أفلام الفيديو على موقع يوتيوب المئات من اللاعبين المنتشرين في الساحات العامة لتحديد مكان المخلوقات الافتراضية والتقاطها ومحاربتها وتدريبها. وخلال الأيام التي تلت طرح التطبيق، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بتقارير عن اللاعبين المعنيين بلعبة بوكيمون غو وهم يشكون من أوجاع في القدمين بعد يوم من اللعب المشوق والحيوي.الحكومات في بلدان مجلس التعاون الخليجي تحتاج للابتكار لتشجيع الشباب على اعتماد أسلوب عيش أكثر نشاطا. ماذا لو تبنت الحكومات الإقليمية، المعروفة عالميا بمبادراتها لمواكبة الابتكار، التكنولوجيا لمواجهة التحدي؟ بوكيمون غو هو مثال ممتاز على قدرة التكنولوجيا لتحفيز الأشخاص الذين كانوا في السابق قليلي النشاط.بوكيمون غو هي بالفعل لعبة في جهاز الهاتف النقّال قادرة على تشجيعكم على اعتماد أسلوب عيش صحي. لذا فلنبادر إلى "تلعيب" التمارين الرياضية.انتشار بوكيمون غو هو تطوّر مهمّ في وقت تقوم فيه الحكومات في بلدان الخليج العربي بالاستثمار بقوة لمحاربة البدانة والسكري، خصوصا وأن البدانة تزيد من خطر الإصابة بالسكري بشكل كبير. في دولة الإمارات العربية المتحدة مثلا، أشارت الإحصاءات إلى أن 66 بالمائة من الرجال و60 بالمائة من النساء يشكون من الوزن الزائد أو البدانة. كما أن 5 بالمائة من السكان مصابون بمرض السكري. وفي حال استمرار هذا التوجّه بالازدياد، فيمكن أن يصيب السكري نصف عدد السكان في السنوات الخمس والعشرين المقبلة مستنزفا بذلك نظام الرعاية الصحية.بيكاتشو المنقذالحملة ضد البدانة والسكري تحتاج لأكثر من مجرد دواء أو عملية جراحية. إنها بحاجة لتغيير في السلوك، وتغيير عادات شعب كامل ليس بالأمر السهل. في بلدان الخليج العربي، يعتاد الشباب على أسلوب عيش قليل الحركة ومعدّلات البدانة في أوساط الشباب هي أعلى بكثير مقارنة بها لدى البالغين. كما أن الأشهر التي ترتفع فيها درجات الحرارة كثيرا تحد من النشاط في الخارج، ويبدو أن التسلية عبر أجهزة الهاتف النقّالة تحلّ بسرعة محلّ النشاطات الترفيهية الأخرى.من جهة ثانية، تشير الأرقام إلى أن مستخدمي تطبيق بوكيمون غو يقومون بأكثر من 10 آلاف خطوة في ساعتين. وتشير مصادر المنتدى الوطني البريطاني للبدانة إلى أن الشخص الذي يقوم بما بين 7 آلاف و10 آلاف خطوة يوميا يكون "معتدل النشاط". كما أن اللعبة تتضمن مؤشرا يمكنه أن يطلعكم على المسافة التي قطعتموها في مسيرتكم نحو هدف الـ100 كلم."التلعيب" هو عملية تطبيق تصميم لعبة ما (أو مزايا تشبه اللعبة كتحقيق النقاط) في نشاط يومي، وهي الرياضة في هذه الحالة. بالنسبة للعديد من الأشخاص الذين لا يقومون بنشاط بدني كاف، تكون المشاركة في لعبة بوكيمون غو هدفا رئيسيا بالنسبة إليهم ليدفعهم إلى المشي. حتى ولو كان الشخص يكره فكرة القيام بنشاط بدني، يمكن أن تروق له فكرة التقاط بوكيمون، لذا هناك حافز يدفعه للخروج من المنزل والسير أو التنزه.التأثير الجانبي لهذه العملية هو تحسين مستويات اللياقة البدنية. وكانت شركة جوبون Jawbone المنتجة لأجهزة مراقبة اللياقة قد تابعت المستخدمين الذين يذكرون بوكيمون غو في تعليقاتهم ووجدت أنهم يمشون أكثر بنسبة 62.5 بالمائة كمعدّل عام. وبدأ مستخدمو تمارين myfitnesspal من أندر آرمور Under Armour بإدخال "بوكيمون غو" كتمرين، وهم يحرقون ما بين 250 و300 وحدة حرارية في الجلسة الواحدة. وبتعبير أوضح، يستطيع الشخص الذي يزن 72.5 كيلوجراما حرق حوالي 98 وحدة حرارية في عشر دقائق عند القيام بتمارين البطن المكثّفة.بإمكان حكومات بلدان الخليج العربي إدخال الألعاب الحيوية مثل بوكيمون غو في برامجها حول التربية الصحية. البنية التحتية موجودة، فبلدان الخليج العربي تتميز بواحدة من أعلى نسب انتشار أجهزة الهواتف الذكية في العالم، كما أن حجم وسعة المراكز التجارية الضخمة في تلك البلدان تتيح الموقع المثالي للمستخدمين للقيام بآلاف الخطوات خلال أشهر الصيف. لكن لا بد من أخذ القوانين وشؤون الخصوصية بعين الاعتبار عند تطبيق "التلعيب" لضمان تنفيذه في أماكن يسمح باستخدامها وبالتوافق مع القوانين المحلية.يمكن أن يساهم النشاط المرتبط بعملية "التلعيب" ودعمه من خلال مبادرات القطاعين الحكومي والخاص (مباريات التحدي في المراكز التجارية مثلا)، في تشجيع الناس على القيام بتمارين تسعدهم. إنها نوع من التغيير السلوكي المطلوب في المنطقة لمحاربة البدانة والأمراض المرتبطة بها والتي يمكن أن تؤدي في حال إهمالها إلى إضافة تكاليف اقتصادية مباشرة من خلال الإنفاق الحكومي على قطاع العناية الصحية، وتكاليف غير مباشرة على الاقتصاد من خلال تقليص الإنتاجية.الظروف مواتية لكي يساهم "التلعيب" بتأثير جدي وإيجابي على صحة المنطقة وسكانها. كل ما نحتاج إليه هو جرعة من التغيير في السلوك مدعومة بوصفة صحية من بوكيمون غو.