13 سبتمبر 2025
تسجيل* أتأمل شكوى العالم العربي كله من التعليم وما آلت إليه مخرجاته الهشة فأعود إلى أصل البلوى المختزلة في المعلم ومناهج التعليم، وإذا تحدثنا عن المعلم فحدث ولا حرج، فاكرين زمان؟زمان كنا إذا رأينا مُعلمنا في شارع تركناه وملنا إلى شارع آخر هيبة منه، وإذا ما وقف المعلم في الفصل شارحاً خشعت الأصوات لتسمع، وتعي خوفاً من "جرسة" الفشل في الإجابة على سؤال مباغت أمام الأقران! كان المعلم الذي يكبد الناس الآن هماً اسمه "الدروس الخصوصية" كان القدوة، والرائد، والأب الروحي، والمدرسة، ومصدر كل ما يزرع في النفوس والعقول من دروس العقيدة، وحب الوطن، والانتماء له، ونموذجاً لكل الأخلاقيات الفاضلة التي يتمثلها النشء، ويصبو إليها، المعلم كان كل ماتقدم، (الحين) يضرب التلاميذ معلمهم، يسبونه، يهشمون سيارته، إذا دخلوا معه في حوار أسكتوه مرة بالتهديد، وأخرى بالوعيد، فهذا أبوه اللواء فلان الفلاني، وذاك أبوه الوزير العلاني، والثالث صاحب أبيه يعمل بأمن الدولة، والرابع أتباعه بلطجية يهابهم الشجاع، وضاعت هيبة المعلم المحترم في مؤسساتنا التعليمية العربية التي لم تنتبه لمكانة المعلم وما يلزمه من احترام ودعم مادي محترم يغنيه عن جشع ملاحقة الدروس بل وصل الأمر إلى أن يهدد المعلم طلابه صراحة (مفيش درس، مفيش نجاح) و"بموديل" المعلم الجديد ضاعت الهيبة، وضاع كلام شوقي الجميل (قم للمعلم وفه التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا!! نعم يقف طلاب اليوم للمعلم ليس احتراما ولكن تبجحاً، وتطاولاً، وتلاسناً، وسجالاً فجاً يبارزونه بما لا يليق من كلام، ويوفونه ما لا يليق بالمقام، ولا نقول إلا أصلح الله ما فسد، ورحم الله أيام زمان.* عندما سئل رئيس وزراء اليابان عن سر نهضتهم وتفوقهم قال: أعطينا المعلم هيبة الامبراطور، وقداسة القديس، ومرتب الوزير، عندما أقرأ هذا وأقارن بين نهضة اليابان في كل مجالاتها قاطبة والحادث في عالمنا العربي من استهانة بالعملية التعليمية برمتها من معلم مهلهل الدخل، موفور البهدلة، أدرك أن الإصلاح الحقيقي لمنظومة التعليم يبدأ من معلم محترم المزايا، ومناهج لتربويين متخصصين أكفاء مهمتهم تنقية ما يحشو العقول من غثائها لضمان مخرجات تعليمية محترمة تليق في نهاية المطاف بصناع مستقبل الأمة الذين سيمسكون بدفة القيادة غداً، وساعتها ربما نأمل أن يكتب خريج الجامعة سطراً واحداً خالياً من الأخطاء الإملائية المذهلة.* * * طبقات فوق الهمس* المحترمون يقولون إن الحب مسؤولية وأخلاق، (الست) قالت: (حب إيه اللي انته جاي تقول عليه انت عارف قبله معنى الحب إيه؟) سؤال محترم، وسخرية لاذعة في سؤال الست، فمنذ صياح الديك تصدعنا الأغاني بكلام الحب، والفيس بقصص الحب، والمسلسلات بحكايات الحب الرومانسية، كلام كتير وكبير يزن بكائن مبتسر اسمه الحب محتلا عقولنا المتعبة، ومشاعرنا الخاوية في غيبة كاملة عن كنه الحب وحقيقته وكم روعتنا حقيقته وصدمتنا، فأحباب الأمس أعداء اليوم، وأي صحيفة تقع تحت يدك ترفع ضغطك لهول ما تقرأ عن الحبايب! هذا شوه وجه محبوبته التي كان يقول فيها شعرا بماء النار انتقاما منها لأنها صارحته بأنها لم تتمم الزواج لسوء طباعه، وهذا أبلغ السلطات بأن والد زوجته (إخواني) لأنها خلعته بعدما اكتشفت أنه سرق مالها بتوكيل مزور، وثالث لم يجد وسيلة للانتقام من حبيبته إلا بفضحها بصورة عارية مفبركة ليضمن الإجهاز عليها بالضربة القاضية، وهذه زوجة غارت على زوجها من جارتها التي سمعت أنه سيتزوجها، فاستبقت ليلة زفافه بتقطيعه بعد قتله إربا إربا وتوزيع جثته على الترع والمصارف، كل الكوارث كانت بدافع الحب نعم كلهم أحبوا لكن دون أخلاق! يقطع الحب وسنينه.