17 سبتمبر 2025

تسجيل

العيد وأحزان الشعراء

05 أكتوبر 2014

قبل أكثر من ألف عام أطلق أبو الطيب المتنبي الشاعر العربي الشهير بيته الشهير: «عيد بأية حال عدت يا عيد»، يبث أحزانه ومعاناته بعد أن تبخرت كل آماله ليعود المشهد ذاته في عدد من الدول التي دمرتها الحروب يوما بعد يوم وشردت الآلاف من الصغار والكبار معا عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيدا دونَهَا بِيدُ يحل العيد والمشهد العربي يضج بالأحداث والتغييرات والثورات التي انعكست على نفسيات الناس وامتزجتهم ليبحثوا فيما قيل عن العيد فرصة للتعبير عن حزنهم ولوعتهم التي لم تنته بقدوم العيد فكان لسان حالهم جميعا يقول بأي حال عدت يا عيد وجانب آخر من حزن الشعراء هو حزن إنساني يلامس أحزان البشر ويشرحها شعرا وحكاية متحدثا عن اليتيم ومعاناته ووحدته ولعل أبرزها أبيات للشاعر العراقي المعروف الراحل معروف الرصافي من قصيدة طويلة عن «اليتيم في العيد» جاءت في سياق قصة شعرية مليئة بصور تحكي معاناة ومآسي الأيتام ووجد الشاعر العيد فرصة ليبثها ومنها: خرجت بعيد النحر صبحا فلاح لـي مسارح للأضداد فيهن مرتع خرجت وقرص الشمس قد ذَرّ شارقا ترى النور سيّالا بـه يتدفّع بحيث تسير الناس كلٌ لِوِجهـةٍ فهذا علـى رِسل وذلـك مُسرع وبعض له أنف أش-ُّ من الغنى وبعض له أنف من الفقر أجدع وفي الحيّ مزمار لمُشجي نَعِيره غدا الطبـل في درادابـه يتقعقع فجئت وجوفَ الطبل يرغو وحولـه شبـاب وولـدان عليه تجمعوا شاعر آخر يرحب بالعيد متحدثا عن أحزانه باكيا على عتباته أقبلت يا عيد والأحزان أحزان وفي ضمير القوافي ثار بركان أقبلت يا عيد وهذه أرض حسرتنا تموج موج وأرض الأنس قيعان أقبلت يا عيد اجري اللحن في شفتي رطبا فيغبطني أهلا وأخوان أزف تهنئتي للناس أشعرهم أني سعيد وأن القلب جدلان وأرسل البسمة الخضراء تذكرة إلى نفوسهم تزهو وتزدان والله لو قرأوا في النفس ماكتبت يد الجراح وما صاغته أشجان وبالرغم من أن العيد مناسبة للتعبير عن الفرح إلا أنه يأتي عاما بعد عام حاملا أحزان الشعراء في كلماتهم التي تنتظم في قصائد ترثي الحال والواقع وللأسف لا ندري إلى متى يبقى هذا الامتداد الحزين ساكنا في بهجة العيد ومتى ستشرق شمس العيد الذي نريده العيد الذي نبحث عنه في زوايا أحزاننا وخيباتنا.