26 أكتوبر 2025

تسجيل

 فرج – قصة الحب والعبودية ملحمة من الماضي القريب (4)

05 سبتمبر 2018

رابعاً: محمد علي عبدالله يلقي بقفاز التحدي في وجوه الجميع ويقول: انا قادم بقوة .. انا قادم كي اقتحم عوالم السرد . كما اقتحمت سابقاً عوالم التشكيل وكنت مساهماً فعالاً في هذا الأمر . وادليت بدلوي في اطار البحث في المعمار القديم. انا قادم عبر صياغتي الخاصة. ولغتي .. ورصيدي في مجال السرد . نعم اقتحم المجال عبر الاحداث التي استحضرها من مخزوني .. واطرح ما كان وسوف يكون إذا سيطر الظلم والجور والقسوة على الحياة . انا هنا في "فرج" مولودي البكر لا استحضر صورا من الواقع المرّ . واقع مرّ وترك في الذاكرة صوراً متعددة .. لا . ان هذا الواقع ما زال جزءاً من الماضي وبأشكال أخرى تغلف الحياة . نعم اعرّي ما قد حدث . لأن الحياة تكشف بين حين وآخر عن الوجه القبيح للماضي وحتى الحاضر .. ان استغلال الانسان لأخيه الانسان جزء من منظومة لم يعف عليها الزمن . ما زال الانسان يدفع ثمن العديد من الاشياء . "اللون ، الجنس ، الانتماء" ومن هنا يتم استحضار كل الصور الباهتة التي جسدت الماضي وربطت الذي كان .. بما هو كائن. نعم .. اللصوص ذاتهم وان تغيرت ملامحهم .. والباحثين عن اللقمة. سواء بسواء . القراصنة ذاتهم يمارسون السخرة . والانسان الكائن الاجمل تحوّل إلى مسخ عبر العديد من الصور . الانسان ذاته لا يملك القدرة على الاحتجاج او الاعتراض . يساق في العديد من مدن العالم كالنعاج إلى حتفه . يتحول الكائن الاجمل والاسمى إلى شكل مشوه . اقرب إلى المسخ . وكما كان لا يملك الدفاع عن رجولته سابقاً . فقد غلف حاضره ذات المضمون . نعم .. ان "كماندا" باللغة السواحلية .. تحوّل إلى فرج.. ولكن اين معنى الفرج .. أو دلالة الاسم . سوى فيما قدمه للآخرين .. وقد يكون دلالة الاسم انه قد نجى في آخر المشوار من قيد الاسر والعبودية .. واستطاع الهرب إلى موطنه الاصلي . في هذا النص .. هل اعتمد المؤلف على وثائق ، ذلك انه يحدد تاريخاً محدداً في صفحة (12) 29 فبراير 1756 . وهل لهذا التاريخ احداث معينة؟ أم أن المؤلف قد غرف من معين لا ينضب وهو طفل صغير من حكايا النواخذا في دكان الوالد المرحوم "بوسيول" ودكان الوالد "اسماعيل مندني" فالتصقت تلك الحكايات بذاكرته .. مجرد سؤال .. أم أن الأمر مرتبط بالمشروع الذي ساهم فيه واعني تجديد وتطوير مشروع "سوق واقف ؟" ذلك ان هذا الارتباط الثر .. بالبحر وعوالم الماضي .. وذكر كل التفاصيل لا يأتي إلاّ من خبير يملك ناصية الغوص في عوالم الماضي . وما يطرحه من معلومات تمثل المناطق في زنجبار ومقديشو أو استحضار العديد من المفردات من اللغة السواحلية . أمر لم يكن وليده الخيال فقط .